يعتقد القادة السعوديون المسؤولون عن الملف اليمني أن حزب الإصلاح، ومراكز القوى المرتبطة به (على رأسها علي محسن)، هو الممكن الوحيد لهزيمة مليشيا الحوثية في اليمن، رغم أن كل المعطيات والأحداث تؤكد أن هذا رهان خاسر.
لا يمكن أن ننتصر ضد مليشيا الحوثي بقادة انتهازيين يسرقون رواتب ومستحقات جنودهم.
في المملكة قيادة شابة، لكنها، بالنسبة لموضوع اليمن، محكومة برؤية تقليدية عتيقة: التحالف مع جماعات الإسلام السياسي على رأسها جماعة الإخوان!
ورغم كل الإخفاقات، إلا أن الرؤية العتيقة في المملكة ما زالت مرتهنة لحزب الإصلاح، رغم أن هذا يحفر لها قبراً في اليمن! تصرفات "الإصلاح" ومواقف ناشطيه تقول بذلك.. والمنطق يقول ذلك أيضاً: "الإصلاح" مرتبط بقطر وتركيا، وتركيا وقطر متحالفة مع إيران، وإيران مع الحوثي. وقطر وتركيا تعملان ضد السعودية في اليمن بما يخدم مليشيا الحوثي. والانتهازية التاريخية التي تميز حزب الإصلاح ستجعله/ جعلته يُكرس جهده للعمل في خدمة الأجندة القطرية التركية.
التراجع من فرضة نهم هو نتيجة مفهومة، بالنظر إلى تحكم حزب الإصلاح بالجبهة هناك، واستخدامها للإثراء والتكسب الشخصي غير المشروع.
ورغم الإسناد الكبير الذي قدمه طيران التحالف للقوات الحكومة خلال معارك نهم الأخيرة، إلا أن ناشطي "الإصلاح" حملوا "التحالف" مسؤولية هزيمتهم هناك.. وشَنُّوا حملة على المملكة!
علي محسن، و"الإصلاح"، سلَّما "الجيش" في مأرب إلى أتباع الحوثي.. فأهم المناصب الحساسة والكبيرة في "الجيش" يتولاها أشخاص ينتمون إلى السلالة التي ينتمي إليها الحوثي! كيف سننتصر إذا؟!
يعتقد علي محسن و"الإصلاح" أن الانتماء التنظيمي الديني أقوى من الانتماء السلالي وهذا غير صحيح؛ أو هذا على الأقل ما أثبتت "الحوثية" الإمامية عدم صحته. هذا وهم يشبه تماماً وهم المملكة أن الانتصار على مليشيا الحوثي في اليمن أمر غير ممكن إلا عبر حزب الإصلاح والأدوات المرتبطة به على رأسها علي محسن.
في الضالع ومريس وقعطبة، واجهت المقاومة مليشيا الحوثي القادمة من المرتفعات.. وأعادتها إلى الخلف، فيما الأخوة في نهم لم يصمدوا سبعة أيام رغم أنهم في مرتفعات القمة! في نهم، الجنود أبطال، لكن قيادتهم فاسدة وغير جديرة بقيادة المعركة.
لا يمكن أن ننتصر على مليشيا الحوثي بقيادات انتهازية وفاسدة. وإذا لم تتدارك المملكة الأمر فهي ستكون الضحية أما اليمن فلم يعد فيها ما يمكن خسارته.
الساسة السعوديون المسؤولون عن ملف اليمن يرتكبون خطأً فادحاً في حق بلادهم، ويقودونها إلى القبر الذي تحفره لها قطر وتركيا في اليمن، عبر حزب الإصلاح، وجماعة الإخوان.
بإمكان القادة السعوديين المسؤولين عن ملف اليمن مراجعة سياساتهم، أو مواصلة القمار بمستقبل بلادهم.. أما اليمن ف"ما لجرح بميتِ إيلامُ".
*من صفحة الكاتب في فيس بوك