محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

من هم خصوم الحوثي..؟؟

Wednesday 25 March 2020 الساعة 07:21 am

يمثل الحوثي جائحة فتكت بالمجتمع، ووباءً يستشري في جسد المجتمع خفيةً وعلانية، عندما دخل صنعاء وهتك أسوارها سقط المجتمع في وحل الصرعات المتعددة التي أفرزتها الحرب لاحقاً، ذهب الحوثي في تفكيره بعيداً في الوقت الذي كانت بنادقه تطلق شرارات الموت على كل من يفتح فمه مستغيثاً أو رافضاً، كل المجتمع كان تحت فوهة البندقية قبل أن تنطلق المقاومة من عمق الجنوب.


اليوم ومع تعدد أطراف الصراع المواجهه للإرهاب الحوثي نسمع مصطلح "الخصوم" إشارة لكل من يقاوم الحوثي، هذا صحيح، لكن الأمر ليس بهذه البساطة التي يمكن أن تختزل أطراف الصراع في زاوية والحوثي في زاوية أخرى، لأن الأطراف المقاومة في هذه الحالة يمكن أن يتم تأطيرها تحت وصف العسكرية أو السياسية أو... أو... الخ، ويصبح هناك إمكانية للتفاوض السياسي بعيداً عن جوهر الحقيقة.


الحوثي هو خصم المجتمع وعدوه الأول الذي أوغل في تفكيك بنيته الاجتماعية والثقافية، وعندما نقول المجتمع فإننا نقصد كل المكونات الاجتماعية والمناطقية والثقافية والمذهبية، نقصد كل مواطن في أي قرية أو مدينة في الشمال أو الجنوب، لأن الضرر والوجع وصل إلى كل بيت ولكل شخص عبر هذا العدو الذي يتستر بالدين وبالقومية.


إن تعدد الأطراف السياسية والعسكرية المقاومة للحوثي والمنفصلة عن المجتمع صنع صورة غير مكتملة لما هو الصراع في اليمن، بالإضافة إلى تخاذل بعض تلك الأطراف وتماهيها مع الحوثي وخاصة "الإخوان" وذلك لما تدره الحرب عليهم من أموال وأسلحة، وفتحت لهم أبواب الاستثمارات والتجارة في الداخل والخارج، هذا الأمر منح الحوثي قوة يستخدمها ضد المجتمع لإخضاعة وإذعانة والسيطرة عليه. 


هذا التنوع والتعدد في الأطراف المقاومة للحوثي لا يمكن تصنيفه بعيداً عن دائرة الجمع المقاوم والذي يمثل المجتمع نواتها، حيث يصبح أمام الحوثي خصم واحد وليس خصوما متنوعة، المقاومة للمشروع الكهنوتي متنوعة ومتعددة لكن الهدف واحد.


أي طرف سياسي أو عسكري يدّعي مناهضته للإرهاب الحوثي وهو منفصل عن المجتمع وأوجاعه هو ادعاء كاذب ومخادع، لا يمكن لأي مقاومة ومناهضة أن تنجح وهي بعيدة عن المعركة وعن الناس، المجتمع هو الحقيقة التي يريد أن يقتلها المشروع الحوثي وأي مقاومة خارج إطار المجتمع ستكون من باب العبث والاستغلال والاتجار بقضية الشعب ومعاناته. 


أي صورة توحي بأن للحوثي قبولا اجتماعيا هي صورة زائفة، لا يوجد في الجنوب من يقبل بالحوثي، ولا الشمال كمجتمع يقبل به، وهذه السيطرة التي يبديها للمجتمع الدولي على أنها نابعة عن الرضا الشعبي هو كذب، لأن السلاح والإرهاب هما الوسيلة التي أجبرت الناس على الصمت في ظل تخاذل الشرعية عن القيام بواجبها بالدفاع عنهم وحمايتهم، ولا يستطيع أن يحقق الرضا الشعبي عبر السلاح مهما كان بطشه وإرهابه.


لم يقدم الحوثي مشروعاً وطنياً يمكن معه أن يحرز ولو قليلاً من القبول المجتمعي، ولذلك يعتبر كل من يشكك في فكره عدواً واجباً قتاله، هو يعتبر أن الله اصطفاه ومنحه الحق أن يجعل كل اليمنيين عبيداً، لذلك يسرف في القتل وسفك الدماء قرباناً إلى الله، هذا الفكر الكهنوتي والإرهابي لا يمكن أن يذعن له المجتمع، ولا يمكن أن يكون الحوثي بمشروعه ولياً على حياة الأجيال، سيبقى خصماً وعدواً ما لم يذعن هو لإرادة الشعب وللحقيقة.