د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

إمارة تعز وديمغرافيا على المعمري!

Thursday 16 April 2020 الساعة 09:50 am

صحيح. كان البيان الأخير للنائب "علي المعمري"، مثيراً للسخرية. كتحذير من خطر "ديموغرافي" يتمثل بتوطين أجانب من صنعاء، في تعز، وبناء مستوطنات لهؤلاء الـ"اليمنيين الغزاة" ضمن خارطة محافظة يمنية.!

لكنه مثير للقلق أكثر، خاصةً وأنه صدر بالنيابة عن سلطة الأمر الواقع في تعز، وتضمّن فيما تضمّن:

• السؤال عن، مصير منطقة الحجرية.. ولحساب من ستكون.!

• الدعوة لتحرير المناطق المحررة، واستعادة المناطق الغربية الساحلية "المحتلة" التابعة جغرافياً لتعز.!

• التشديد بالذات على الضرورة الملحة لاستعادة ميناء المخا.!

كلّ ما كان ينقص هذه النقاط هو أن تُرفق بصورة بصرية للخارطة المستقبلية التي يتصورها الإخوان لدويلة تعز بجغرافيتها السكانية المستقلة عن اليمن.!

بطبيعة الحال الخطاب طافح بالنزعات الفئوية الطائفية المناطقية.. وهي أوراق غير شرعية يتم توظيفها بانتهازية في الصراعات السياسية.

ربما كانت هذه النزعات موجودة دائما، في تعز واليمن، لكنها أثيرت بشكل ملفت في تعز، منذ 2005 تزامنا مع بداية الحرب.

في تلك الفترة تم التنكيل بكثير من اليمنيين البسطاء "المستوطنين" في تعز لأنهم فقط يتكلمون بلهجة "الهضبة".!

في نفس الوقت كان يتم استقبال لاجئين إلى تعز من "الهضبة" وغيرها، والاحتفاء بهم وتمكينهم لأنهم فقط ينتمون لهذه الجماعة التي كانت وما تزال تقف وراء هذه النزعة.!

عموماً فقد تغلغلت هذه النزعة العنصرية في تعز على مستوى النواحي والمديرات، وتم توظيفها لاحقاً ضد شركاء القضية والسلاح، كما يتم تغذيتها اليوم ضد خصوم الحوثيين في الحجرية وتهامة.!

كالعادة، هدفها هذه المرة بالغ الانكشاف، هناك دويلة طارئة في جزء من المدينة، ولديها مشروع توسعي لا يشمل النصف الشرقي من المدينة، كما لو أن الخط الفاصل بينهما، خط حدودي رسمي مثل "جدار برلين" خلال الحرب الباردة.

في المقابل تحاول بإصرار التمدد غرباً، للوصول إلى المناطق الساحلية.. ليس بالضرورة قلقاً من نفوذ طارق صالح، وطرد "الاحتلال الإماراتي"، بل سعياً لامتلاك منفذ بحري.

امتلاك المنفذ البحري ضرورة وجودية مصيرية لهذه الإمارة الإسلامية التي تدعو منذ فترة لتدخل تركيا في اليمن، وينقصها منفذ خاص لجلب أسلحة وجنود من يطلقون عليه لقب الخليفة.

هذا الأمر يمهد لتكرار السيناريو التركي الليبي في اليمن، ومن البديهي أنه سيعقد المشكلة اليمنية أكثر، كما فعل هناك، ويؤبدها لصالح جماعة واحدة تقف ضد الجميع، وتأكل الثوم بأفواه كثيرين، ليس أولهم ولا آخرهم النائب على المعمري.