منذ تحريرها في العام 2015م تعيش مدينة عدن حالة من الاضطراب السياسي والاقتصادي، وما زاد الأمر صعوبة الكوارث الطبيعية حيث اجتاحت الفترة الأخيرة سيول مياه الأمطار المدينة وأغرقتها، تراكمت المتاعب على أبناء عدن، على الرغم من وجود الأمن والاستقرار النسبي في المدينة.
يسيطر المجلس الانتقالي على عدن عسكرياً وأمنياً، هو من يتحكم في إدارة الأمن، لكنه لا يتحكم بالعملية الإدارية، وهنا تتخذ الشرعية من سيطرته عسكرياً وسيلة لإلصاق حالات الفشل في المعيشة والاقتصاد، وأن المجلس هو من يعرقل الحياة اليومية لأبناء المدينة، يحاول الانتقالي أن يبقى الدرع الذي يحمي عدن كنتيجة طبيعية للمقاومة الجنوبية.
ما تعيشه عدن من وضع مأساوي في المعيشه والاقتصاد هو نتيجة لسيطرة "الشرعية" على الموارد والضرائب وعائدات الغاز والنفط في كل الجنوب، ولأنها هي التي تدير عدن عبر مؤسسات الحكومة، وهي من تتخذ القرارات والتعيينات، وهي من تتحكم في البنك المركزي والتعاملات الخارجية، لا يتدخل الانتقالي في العملية الإدارية أو جني الضرائب وموارد النفط والغاز، كل هذا لا تزال هي الشرعية التي تقوم بذلك.
تريد الشرعية وبالذات الدائرة الإخوانية التي تتخذ القرارات أن تحطم الانتقالي وتحيل إليه كل فشلها وفسادها، تختلق المبررات الواهية لتخدع الناس، هذا الإصرار على محاولة زعزعة ثقة الناس بالانتقالي وفرض حالة من الرفض له، هي وسيلة إخوانية تمارسها ضد كل معارضيها وخاصة الانتقالي، لأن له ارتباطا بدولة الإمارات.
يدرك إخوان الشرعية أن الانتقالي ولد من رحم المقاومة، ولا تستطيع أي قوة أن تمحو تضيحات أبناء الجنوب وشهداءهم، ليست المقاومة أن تحرر بلادك ثم تتركها للفوضى، ولا لعدو جديد يرتدي ثوب التدين، لذلك تسعى الشرعية أن تطعن الجنوبيين وتضحياتهم كما تطعن كل مقاومة تبحث عن صنعاء.
لو كان الانتقالي يحمل أجندات قطرية أو تركية أو إيرانية، لما حشدت الشرعية قواتها وتريد غزو عدن، ولما تركت الناس يعيشون في حالة الصراع المعيشي والاقتصادي وهي التي تتحكم بالموارد المالية والضرائب.
تريد الشرعية حسب تبريراتها أن تضرب الإمارات في عدن، لكن الحقيقة هو إزالة وتحطيم كل عوائق تمنع من عودة عدن إلى حضن الإخوان، لأن الإمارات غادرت المدينة وتركت المكان للسعودية.
السيول الأخيرة التي اجتاحت عدن استغلتها الشرعية ضد الانتقالي، الذي لا يملك الإيرادات ولا المال للقيام بما يجب فعله، تاجرت بأوجاع الناس ومأساتهم من أجل الإضرار بالانتقالي، وحاولت أن تظهر بصورة الاهتمام بالناس وقامت بالتغريد من غرف الفنادق عن منع الانتقالي والإمارات عودة الحكومة إلى عدن، وكأن الناس لا تدرك ما وراء هذه الحركة المكشوفة.
من يعين محافظ عدن.. هل الشرعية أم الانتقالي؟؟ من يصدر قرارات تعيين الوكلاء ومديري العموم في كافة المؤسسات.. هل الشرعية أم الانتقالي؟؟ من يتحكم بالموارد والضرائب والبنك المركزي والميناء وبواخر النفط والكهرباء.. هل الشرعية أم الانتقالي؟؟ الشرعية هي من يتحكم بكل ذلك أما الانتقالي فهو الامتداد الطبيعي للمقاومة الجنوبية التي تحمي عدن وتبذل الدم والأرواح في سبيل ذلك.