محمد عبدالرحمن
مليشيا الإخوان أخطأت الطريق جنوباً.. إرهابية لا شرعية لها
كانت البيضاء ودماء الإكليلة جهاد الأصبحي هي من تستحق تلبية الدعوة والمساندة، لأن المعركة هناك هي التي يجب أن ننتصر فيها ونوقف عنجهيات وتغطرس الحوثي، البيضاء هي المعركة التي كان على الإخوان إذا كانوا فعلاً يمتلكون أهدافاً نبيلة ووطنية أن يقفوا إلى جانب أبناء القبائل ودعمهم وفتح الطريق إليهم بكل الوسائل.
وفي الوقت الذي تحتشد القبائل من يافع وشبوة لدعم ومساندة قبائل البيضاء التي تعرضت لانتهاك العرض والشرف، وبداعي النكف القبلي والدفاع عن الأعراض والحرمات وإيقاف انتهاكات ميليشيا الحوثي، وبدلاً من أن تلبي قوات الإخوان دعوة المظلومين ومساندتهم، تحركت إلى وجهةٍ غير البيضاء وأخطات الطريق نحو الجنوب الذي قد تحرر من ميليشيا الحوثي، ولكنه الآن يعود عبر ميليشا الإخوان.
تركت قوات الإخوان جرح أبناء البيضاء وعبرت فوقه وداسته بجنازير دباباتها عليه، وأوغلت في تعميقه بكل حقد، وواصلت طريقها نحو الجنوب الذي يصطلي بنار فساد الشرعية ويتجرع قبضة الأوبئة، الجنوب الذي يصلّي قتالاً ودماءً في المعارك ضد الحوثي من أجل الشمال.
ينتهك الإخوان كل قداسة الوطنية والشرف ويغدرون بالطعن والمكر والخداع كل البلاد شمالاً وجنوباً، يحرقون كل ما أمكن لهم أن يحرقوه في سبيل أن لا ينتصر أحد أمام الكهنوت الحوثي، ينخرون في جسد البلاد كدودة "القز" ليصيب كل مقاومة بالوهن والضعف، يسلبون المال ويحاولون أن يسلبوا إرادة الناس في الجنوب العصي أمام إرهابهم وبطشهم وفسادهم.
ليس هناك أي مبرر لقوات الإخوان أن تذهب لممارسة الإرهاب في الجنوب، كل معركة ليست وجهتها ضد الحوثي هي معركة لا شرعية لها، وأي قوات لا تحمل عقيدة الدفاع عن الوطن وتحرير صنعاء هي ميليشيات إرهابية، تمارس القتال كهواية من أجل البطش والسلب والنهب.
أي معركة يخوضها الجنوب ضد الإخوان هي معركة الدفاع عن النفس، معركة ضد الإرهاب وأفكار التطرف التي يعتنقها الإخوان، معركة من أجل لقمة عيش المواطنين، من أجل الأمن والاستقرار، وعودة الحياة إلى طبيعتها.. ليس هناك أقدس من المعارك ضد الإرهاب الإخواني والحوثي إلا قداسة دماء الشهداء في تلك المعارك.
لا شرعية لأي معركة جنوباً، وما تمارسه جماعة الإخوان هو إرهاب تمارسه جماعة الحوثي في الشمال، وكما أن الحوثي لا يمكن أن ينتصر طال الزمان أو قصر، لذلك لا يمكن لميليشيا الإخوان أن تنتصر في الجنوب، لا يمكن أن يقبل المجتمع بجماعات إرهابية أن تستولي عليه أكان ذلك باسم الدين أم الوطنية أم الوحدة والانفصال.
ليس غريباً على جماعة الإخوان أن تمارس كل رذيلة وعهر سياسي في الوقت الذي تعيش عدن أقسى وأفظع مراحلها، وتغرق في وحل الموت بالأوبئة وفساد قيادات الشرعية الفندقية، تحشد كل مقاتليها لغزو المدينة واستغلال وضعها المأساوي وتحطيمها نهائياً لإركاعها وإخضاعها للإرهاب والفوضى.