ليست مجرد صدفة أن تتكرر محاولات اغتيال رئيس هيئة الأركان، قائد القوات المشتركة اللواء صغير بن عزيز، وعدد من القيادات العسكرية في مارب "معقل حزب الإصلاح"، فالمحاولات بتكررها تدق ناقوس الخطر، وتحمل رسالة شديدة الوضوح بأن الأوضاع لم تعد تحتمل التباطؤ والتأجيل في اتخاذ القرارات الحاسمة، سواء المتعلقة بالوضع الأمني، أو العسكري الذي يتحكم فيه حزب الإصلاح، خصوصاً وأن معظم تلك المحاولات جاءت بضربات من الخلف، أي من داخل جيش الإصلاح وعلي محسن في مارب، مثل تفجير عبوة ناسفة في موكب ابن عزيز المرة الأولى، واستهدافه ووزير الدفاع بقذيفة آر بي جي في المرة الثانية، وبالأمس تم تسريب إحداثيات تواجد القيادات في صحن الجن ليستهدفهم الحوثي بصاروخ بالستي، استشهد على إثره العديد من الضباط والأفراد ونجا اللواء صغير بن عزيز.
منذ اليوم الأول لتعيين ابن عزيز وسخط الإصلاح فاق سخط حليفهم "الحوثي"، وكعادتهم في اغتيال كل القيادات الوطنية الساعية لحسم المعركة وتفويت فرصة "استثمار" الإصلاح لمزيد من المآسي، حاك الإصلاح وجيشه الحزبي وعناصره الاستخبارية العديد من المؤامرات ونفذوا الكثير من العمليات واغتالوا العديد من القيادات، في سبيل ذلك يسرب ضباط الإخوان للحوثيين كل المعلومات عن تحركات اللواء صغير بن عزيز وغيره من القيادات الوطنية، وكأنهم -الإصلاحيون- قد حملوا على عاتقهم مهمة تصفية الرجل بسلاح حوثي!
لم يكن الحوثي يستطيع أن يستمر في مواجهة اليمنيين وقتلهم والتنكيل بهم لولا الخيانة التي يقدمها له الإخوان، وما كان سيستمر في تنمره السياسي والعسكري ومراوغته في طاولات التفاوض لولا التراخي الذي تبديه الشرعية المختطفة من حزب الإصلاح.. ولولا تلك الخيانات والحقد الذي يتحرك به الإصلاح لما وصلت الشرعية لهذا الحد من الذل والهوان، والفشل والفساد، ولا يعني ذلك ان نبرئ الرئيس الغاط في نومه والعاجز عن أداء مهامه بما تمليه عليه مسؤوليته الدستورية، فهو اصلاً مسلم مستسلم لجماعة الإخوان وموكل الامور كلها لنجله الباحث عن عمولات وصفقات تجارية أو لنائبه الساعي لتمكين جماعة الإخوان من كل مفاصل الدولة، والناقم من كل قيادة عسكرية أو مدنية ما لم تكن تابعة له ولجماعته، حتى وان كانت وطنية.. فالفاشلون دوماً يخشون النجاح والناجحين، والخونة في السابق لن يتحولوا لوطنيين في الحاضر، ولا ننتظر منهم موقفا وطنيا في المستقبل، وقس على ذلك مواقف هادي ونائبه وحزب الإصلاح المتخم بالخيانات والغدر، أما الحوثي فلا يعدو أن يكون قاتلاً مأجورا سواءً بأمر إيران أو أموال قطر أو بتفاهمات مع الإصلاح.