محمد عبدالرحمن
قناة الجزيرة.. الواجهة القطرية - التركية للتطبيع الناعم مع إسرائيل
هي الجزيرة القناة التي تستخدم التضليل المستمر للرأي العام وقلب الحقائق وتصوير الواقع على غير حقيقته، تنتهج طريقة التأجيج وبث الفتنة وإشعال الصراعات بين الإخوة والبيت الواحد، ولها طيلة العشر السنوات الأخيرة الدور الرئيسي في تأجيج الحروب وإسقاط الدول العربية وإشعال المعارك وتقسيم الوطن العربي خدمةً لإسرائيل.
قناة الجزيرة هي أداة قطرية موجهة نحو الرأي العام العربي، وموقف القناة تجاه إسرائيل هو نفس موقف مالكها القطري الذي يقيم علاقات تجارية ودبلوماسية مع تل أبيب منذ سنوات عدة، وفي بعض الأحيان لا يدرك المشاهد العربي للدور العميق لقناة الجزيرة في التطبيع الناعم وتوجيه الرأي العام تدريجياً نحو السياسة التي تنتهجها.
في مشهد تطبيعي ناعم بثت قناة الجزيرة، قبل أيام قليلة، تقريرا عن مزارع شبعا المحتلة، طاقم القناة دخل إلى مزارع شبعا برفقة الجندي الإسرائيلي، وتصوير المنطقة وأخذ مقابلة تلفزيونية للجزيرة مع قائد فرقة الحماية الإسرائيلية الذي أكد ممارسة إسرائيل السيادة الكاملة على شبعا، هذا التقرير لم يأت برد عربي لبناني أو سوري لدحض تصريحات قائد الحماية الإسرائيلي.
هذا الشيء هو دليل حي وناعم على تعزيز الصورة الذهنية لدى المشاهد العربي أن مزارع شبعا إسرائيلية، لأن التقرير كان خالياً تماماً من أي رد عربي يؤكد أنها أرض عربية وستبقى عربية مهما طال الاحتلال.
تعتبر قناة الجزيرة هي القناة الخليجية الوحيدة التي تعمل في إسرائيل وبتصاريح إسرائيلية، وتمتلك مكتبا لها في تل أبيب الذي يديره الصحفي إلياس كرام، هي القناة الوحيدة التي تقدم القادة الإسرائيليين للمشاهد العربي وتسوق الأفكار التطبيعية بصورة ناعمة ومباشرة، هذا الأمر هو نتيجة طبيعية للاعتراف القطري بإسرائيل كدولة، ولمتانة العلاقة بينهما منذ أواخر القرن الماضي.
هذه الفترة وفي ظل الصراع الخليجي ومن أجل كسب الرأي العام العربي إلى الصف القطري التركي، تقوم قناة الجزيرة بمحاولة خلق علاقات إسرائيلية سعودية إماراتية، مستندة إلى آراء وتغريدات مواطنين، وليس إلى تصريحات أو علاقات على المستوى الرسمي، كما تلك العلاقة بين قطر أو تركيا وإسرائيل، وهذا يكشف الدور التضليلي لقناة الجزيرة.
تتجاهل قناة الجزيرة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل وبين قطر وإسرائيل، كي لا تثير حفيظة المشاهد العربي تجاه هاتين الدولتين، وتحاول أن تظهر آراء المواطنين سواءً في السعودية أو الإمارات على أنها حركة تطبيعية رسمية، مما يجعلها قناة تنفيذ أجندات وسياسات دول معينة عبرها تخدم إسرائيل في تقريب وتهيئة الوعي العربي.
إذا كانت طائرة المساعدات التي قدمتها الإمارات للفلسطينيين حركة تطبيعية مع إسرائيل، فماذا نسمي اللقاءات الرسمية بين أمير قطر السابق والد تميم مع تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة ومع العديد من القادة الإسرائيليين، وماذا نسمي المكتب التجاري الإسرائيلي في الدوحة، وماذا نسمي السفارة الإسرائيلية في أنقرة، وماذا نسمي السفارة التركية في تل أبيب...؟! كل ذلك لا تستطيع قناة الجزيرة وصفه بالتطبيع، وهي القناة التي تمتلك مكتبا إعلاميا داخل إسرائيل.
لم نشاهد حتى الآن أي قناة خليجية لها مكتب في تل أبيب غير قناة الجزيرة، ولم نر مراسلا خليجيا يبث تقارير إخبارية من داخل إسرائيل عدا مراسلي قناة الجزيرة، لذلك لا يجب أن على المشاهد العربي أن يكترث للمكائد التي تحيكها هذه القناة ومن خلفها قطر وتركيا المطبعتان مع إسرائيل ضد الدول العربية الأخرى.
لا يوجد أي قناة عربية خدمت الكيان الصهيوني وساعدته في تمزيق الوطن العربي مثلما فعلت قناة الجزيرة، ولا يوجد دولة عربية ساهمت وساندت إسرائيل في تفكيك الوطن العربي مثلما فعلت قطر، ولا يوجد دولة إسلامية طعنت العرب، وغدرت بهم وتقديمهم لإسرائيل على طبق من ذهب مثلما فعلت تركيا الأردوغانية.