سمير الصنعاني
الحوثي مشروع عنصري و(الخُمس) ليست إلا جزءاً منه!
على مدى ثلاثة أيام انشغلت وسائل الإعلام والإعلاميون والناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بتفنيد ومهاجمة ومخاصمة موضوع إقرار المليشيات الحوثية لموضوع (الخُمس) في قانون الزكاة وبشكل وصل حد نشر أخبار أن حكومة هادي قدمت شكوى للأمم المتحدة تتهم فيها مليشيات الحوثي بالعنصرية بإقرارها لهذا الموضوع.
لا أحد ضد أن يمارس الإعلام والإعلاميون والناشطون حقهم في نقد ما صدر ويصدر عن المليشيات الحوثية خصوصا مثل موضوع (الخُمس) لكن أن يتحول هذا الموضوع إلى شغل شاغل للمتابعين وكأنهم اكتشفوا جديدا فيما يتعلق بعنصرية المليشيات الحوثية أو حققوا فتحاً أو نصراً فذلك مجانب للصواب ولحقيقة القضية التي يجب أن يعمل ويشتغل عليها الجميع.
عنصرية الحوثي ليست فقط في (الخُمس)، وتعرية وكشف ونقد وتفنيد مظاهر عنصريته لا يعني بأي حال حصر المواجهة معه في قضية أو قضيتين أو عدة قضايا تظهر فيها توجهاته العنصرية، ذلك أن وجود الحوثي برمته هو عنصرية بحتة، وفكره وثقافته وأيديولوجيته وتوجهاته ومشروعه من الأساس هي عنصرية فجة، ومواجهة عنصرية الحوثي لا تعني تجزئة عنصريته أو حصرها في موضوع دون آخر، بل يجب أن تكون مواجهته قائمة على فكرة ان مليشيات الحوثي كانت ولا تزال وستظل تعيش وتقتات على فكرها العنصري ووجودها العنصري ومشروعها العنصري وليس لها من شيء يميزها عن الآخرين أو تختلف به عنهم سوى أنها جماعة عنصرية تدعي أن قياداتها واتباعها ينتمون لنسل رسول الإسلام، وانهم مصطفون اخيار، وأن لهم حقا إلهيا في الحكم والسلطة، وكل هذا كافٍ لامتلاك الناس حق مواجهتهم ومقارعتهم ومحاربة مشروعهم ورفضه وإسقاطه بكل الوسائل والسبل، إذ من غير المعقول ولا المقبول أن يكون أبناء القرن الحادي والعشرين في اليمن مجبرين على القبول بهكذا خرافات تسعى لحكمهم بالقوة والقهر والقمع والتنكيل والقتل بمبرر أن من يقودون ويحملون هذا المشروع العنصري يمتد نسبهم كذباً –أو حتى صدقاً- إلى الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم.
وتأسيساً على ما سبق فمواجهة المشروع الحوثي العنصري يجب أن تكون قائمة على أنه مشروع عنصري بكل ما له وعليه، وعنصريته ليست محصورة أو مقتصرة على جانب دون آخر، وموضوع (الخُمس) ليس سوى جزئية بسيطة من أجزاء كثيرة تشكل في مجموعها كلية أساس مشروع الحوثي العنصري والعدمي والمتخلف والكهنوتي والماضوي الذي لا يمكن أن تستقيم أو تقوم به دولة أو حكم أو عدالة أو مساواة، ولا يمكن أن يقبل به أي إنسان لديه ذرة من عقل أو علم أو فهم في ظروف طبيعية بعيدة عن ما تفعله مليشيات الحوثي اليوم من فرض لمشروعها العنصري بقوة السلاح والقتل والقمع.
ألم يتم تنصيب الإمام يحيى إماماً وملكاً للمملكة المتوكلية اليمنية بعد أن قاد مواجهات اليمنيين ضد الاحتلال العثماني الذي تم طرده من شمال اليمن، آنذاك، في العقد الثاني من القرن العشرين، لكن توجهاته الكهنوتية وقيام دولته على مشروع العنصرية التي يقوم عليها مشروع الحوثي اليوم كانت سببا لقيام ثورة اقتلعت دولته وأقامت النظام الجمهوري؟!
بلى تم ذلك، وما يحدث اليوم من قبل المليشيات الحوثية ليس إلا تكراراً لمشروع الإمامة العنصري الذي وإن استطاع أن يجد له موطئاً من فراغ ليرسخ تواجده وقبضته على السلطة إلا أنه يستحيل أن يستمر ويدوم، فمقومات نهايته موجودة في أساسه وهي العنصرية المقيتة سلالياً ومذهبياً ونظرة للآخر، وتعاملاً مع الجميع، فالحوثي لا يرى في الآخرين سوى مجرد عبيد خلقوا ليعملوا ويجتهدوا في الحياة من أجل خدمة السيد الذي يزعمون أنه هم لا لسبب سوى ادعاءاتهم الباطلة أنهم ينتسبون للرسول.