يُقال (فاقد الشيء لا يعطيه)، وعليه نقول فاقد العزيمة ورغبة الانتصار لا يعطي الأمل ولا يساند غيره، وهذا هو حال اليمن مع ما تُسمى الشرعية أو من يراهن عليها، أو يتوقع نجاحها في اي عمل وطني سواءً حربيا أو سياسيا، ومن لا يزال يعلق عليها الآمال، فهو ببساطة غبي لدرجة لم يسبقه إليها أحد من العالمين.
الشرعية لا يهمها اليمن ولا الشعب، فهي مجرد مجموعة من العجزة الفاشلين والخونة المتخاذلين، غايتهم المنفعة الشخصية، وهدفهم تنفيذ الأجندة الحزبية والمخططات الخارجية، متحولين لنخاسين لا نخوة، ولا رصيد وطني أو أخلاقي مشرف يتكئون عليه، فالانتفاع المادي مقابل بيع الوهم للسلطات السعودية تارة، وابتزازها تارة أخرى هو الهدف والغاية لديهم، غير ذلك لا.. وبالفعل وجدوا مصروفا دائما وفندقا يوفر راحة ونوما وسكنا وغذاءً مجانيا، فاستبدلوه بالوطن، وعملوا وما زالوا بكل خبث ولؤم وفشل وفساد على استمرار الدمار والمعاناة، ولن ينهوها أو يعملوا على تصحيح مسارهم لما يحقق تطلعات الشعب وهدف الأحرار وغاية التحالف باستعادة الأمن والاستقرار لليمن، كما لن يفسحوا المجال لغيرهم من ذوي الكفاءة والقدرة على حسم الأمر والتقدم نحو السلام الدائم والعادل بشجاعة واقتدار بعيداً عن التخاذل والارتهان، أو التبعية المذلة والارتزاق، ففي تصحيح مسار الشرعية أو إفساح "شخوصها" المجال لغيرهم، إنهاء لهذه المعمعة وحالة الفشل والخذلان، وهذا ما لا يريده هادي وشلة آل جابر والإخوان.
الشرعية المكبلة بحسابات بعيدة عن اليمن ومستقبله، والمرتهنة لأحقادها، ولاهواء ومغامرات فصيل متطرف مسيطر عليها، لا تستحق البقاء، ولا تستحق ان يقف معها عاقل في الكون.. شرعية منتقمة من ذاتها بالمقام الأول، وساقطة في حبائل شبكة لا منتهية من العملاء والسفهاء، ينادي أولهم بتحرير المحرر واجتياح المؤمّن، ويطالب آخرهم بتدخل تركي، طبعاً ليس من أجل الانتصار للوطن المذبوح بخياناتهم، ولكن نزولاً عند رغبة وحسابات ومصالح التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابية.
لم تنتصر الشرعية وحزب الإصلاح المسيطر عليها في معركة ما بأهداف وطنية خالصة، ومغفل من يظن ذلك، فالواقع أثبت أن معاركهم تتحرك نحو آبار النفط، ومناجم الذهب المنهوبة لصالح علي محسن وحميد الأحمر، ويكفي تدليلاً على هذا الكلام أن نشاهد تحركهم نحو شبوة وانسحابهم من جبهة الحدود، ثم تسليمهم ل"نهم والجوف" وتقدمهم نحو الجنوب، انسحابهم من ناطع وبعض مناطق البيضاء، لإفساح المجال لمليشيا الحوثي، في الوقت الذي تقاطرت القبائل من يافع والضالع وشبوة إلى ردمان "آل عواض"، كما يكفي أن نتأمل مدى حقدهم على الأبطال، وخوفهم من انكشاف متاجرتهم بالجبهات أن نراجع موقفهم المخزي من معركة الحديدة، ومقايضتهم بها مع الحوثي مقابل منافع حزبية وحقد دفين ضد أي نجاح يحققه غيرهم، كما يجب أن نتأمل في مواقف الشرعية تجاه اختراقات الحوثيين ومماطلتهم في تنفيذ اتفاق السويد، وتمسكها الفاشل بهذا الاتفاق الميت أساساً، طبعاً لم تتمسك الشرعية بموقفها نتيجة تمسكها في السلام، ولكن بسبب رغبتها في إفشال كل الجهود وخلق حالة من الإحباط المزدوج في صفوف المقاتلين والشعب.
دوماً كنت وما زلت أؤمن أن السعودية تتحمل النصيب الأكبر في فشل اليمن، وشقاء شعبه، بسبب مراهنتها على الفاشلين وتمسكها بالعجزة الفاسدين، كونها -السعودية- ممسكة بزمام الملف اليمني وصاحبة النفوذ الأقوى في تكوين تركيباته السياسية نظراً للعلاقات ومراكز القوى والنفوذ التي تتحكم فيها، ورغم حجم المصالح الكبرى التى تربط البلدين وأهمها (الأمن القومي المشترك) كدولة تربطها حدود برية وبحرية وتركيبة سكانية متداخلة بقراباتها، إلا أن المملكة تتعامل بشكل غريب جداً ولا مبالاة، مرتهنة لشخصيات استخبارية لديها مسكتهم زمام الملف اليمني يعبثون فيه ولم يتعلموا من أخطاء أسلافهم السابقة... تغيرت المعطيات وتبدلت المعادلات، ورحلت شخصيات، وفرضت الوقائع ضرورة ملحة لتغيير نمط التفكير والتعامل، إلا أن مراكز النفوذ هي ذاتها الباقية وما زالت تتداول فشلها من سفير ومسؤول سعودي لآخر، وما زال مسلسل الابتزاز والفساد والفشل مستمراً وسيظل ما دامت الرياض متمسكة بشرعية البلاء والخيانة وقياداتها وشخصياتها القابعين في فنادقها.