لا يمكن احتواء الإخوان المسلمين ولا إحسان الظن بهم، كما لا يمكن الوثوق بهم أو عقد آمال على صلحهم وصدقهم، لأنهم أذناب لأعداء هذه البلاد وباعتها المتجولين بين العواصم، الناقمين والمنتقمين من أي توجه وطني تسعى له بقية الأطراف في اليمن بغية التخلص من الحوثية ورد الاعتبار للدولة ومؤسساتها وللشعب الممتهن والمعذب جوعاً ومرضاً وتجهيلاً وقتلاً.
كلما لاحت في الأفق رؤى موحدة وأمل ينبئ عن قرب اجتماع اليمنيين على هدف محدد (تخليص صنعاء) واستعادة مؤسسات الدولة وشراكة وطنية عادلة، قام الإصلاح (إخوان اليمن) بخلط الأوراق واختلاق المشاكل، وتدبير المؤامرات وتنفيذ الاغتيالات، فضلاً عن شن الحملات الإعلامية التي تفرق ولا تجمع، ولعل هذا طبع في الإخوان أعداء الأوطان والشعوب، وكما يقال الطبع غلاب.
على مدى سنوات الحرب والخراب، لم يستثمر أحد مأساة شعبنا كما يفعل شركاء الساحات (الحوثي، الإصلاح) ولم يسع أحد لتفريق شمل اليمنيين وزرع كل بذور الفتنة والتشظي كما هاتين الجماعتين، فكلاهما يكمل بعض، ولذا من البديهي أن تكون كل أفعال ومؤامرات ومعارك واستفزازات الإصلاح (سياسياً ومليشاوياً) كلها تصب في خدمة الحوثيين، وما يجري في الجنوب أو في الحجرية خير دليل على التخادم المتبادل والتنسيق المشترك بين أتباع المرشد والولي الفقيه.
لقد تجرعنا المرارات بسبب الخراب والإرهاب الذي يزرعه الإصلاح وحليفه الحوثي في بلادنا، وتجرعنا ويلات الحرب وبؤس الحال وضراوة الفاسدين المتدثرين برداء الشرعية المهترئة والمغتربة، الشرعية المغيبة عن كل دور وواجب وطني، والحاضرة فقط في تفاهات الإصلاح وخططه ومصالحه وإقصائيته، لم يعد مجدياً العويل والمناشدة لإصلاح الخلل، وردع الإصلاح لإعادته لجادة الصواب من خلال المداهنة والضغوط، فهو متلون متقلب وفق مصالح قطر وتركيا.. وإن أردنا إيقاف التدخلات الفارسية في بلادنا والمنطقة العربية عموماً فلا بد من تجريم جماعة الإخوان وحظرها ومحاكمة قياداتها، وإذا اردنا سلاما دائما وتعايشا سلميا مستمرا وحياة هانئة ودينا وسطيا معتدلا لا بد من القضاء على مليشيات الإصلاح بمختلف مسمياتها.
علينا أن نغير نظرتنا وثقافتنا نحو هذه الجماعة، ولنعلم أولادنا أن حسن البنا ليس شيخاً بل هو مؤسس أول جماعة مجرمة في تاريخ الأمة العربية، وأن أذنابه في اليمن لم يجلبوا غير الدمار والدماء والانحراف.
سنعلم أولادنا أن جماعة الإخوان نبتة شيطانية زرعها ومولها المستعمر البريطاني في مصر العروبة عام 1928، وأنها الأقرب لإيران من غيرها كما قال مستشار الخامنئي "الإخوان" أقرب الإسلاميين لمعتقداتنا.