عبدالستار سيف الشميري

عبدالستار سيف الشميري

تابعنى على

هادي إلى أمريكا ومحسن لحرب الحجرية

Thursday 13 August 2020 الساعة 01:39 pm

يجلس محسن منذ أمس على كرسي الرئاسة في غياب الرئيس وتلفوناته تقرع في تعز مستنهضًا الإخوان والحشد الشعبي، مجاميع حمود المخلافي، بلغته المكررة (هيا وينكم ما به إلا تقعوا رجال).

يطلب العجوز أن تكون الحجرية بيده خلال 48 ساعة،
ويخطط بمكره القديم/ الجديد لهذا الحيز من الجغرافيا التي صنع أبطالها ملحمة السبعين يوماً مع أحرار اليمن.

ما زال محسن ممتلئاً بحقده الدفين وعُقدة اسمها تعز والحجرية يجاهر بها حتى في جلساته وخلجات حديثه.

يكرر كل يوم أحقاده عليهما منذ أن تم تصفية بطل السعبين يوماً الشهيد عبدالرقيب عبدالوهاب وسحل جثته في شوارع صنعاء، واغتيال محمد صالح فرحان قائد المدفعية أحد أبطال السبعين يوماً ورفيق عبدالرقيب عبدالوهاب وعدد من رفاقهم الآخرين، ومنذ شيطنوا الحمادي وحرضوا عليه وقتلوه، وها هم اليوم وبأدوات جديدة اسمها الإصلاح ومعسكرات تتدثر باسم الشرعية ينفذون مخطط قتل الحجرية وقتل اللواء 35 صاحب الطلقه الأولى في مواجهة الحوثيين وصاحب أكبر رقعة جغرافية محررة، اليوم تحشد أصناف العربات والمدرعات والأسلحة لقتلهم ويترك الحوثي في الحوبان آمناً مطمئناً، وتترك المدينة للبلطجية والقتلة والمجرمين والناهبين والخارجين عن القانون، ويتجه حشد الإخوان ومحسن صوب الحجرية؛ لأنها المطلوبة منذ زمن طويل، واللواء 35 منذ أعلن أنه لليمن واليمنيين وللشرعية وليس ملك حزب أو فئة أو جماعة.

هذا المسلسل الجديد/ القديم في تصفية أبطال تعز ثم اثار أبطال تعز وبعض أحلامهم العريضة التي كانت تقتل في فجرها البهي قبل أن تشرق شمسها.

إن تاريخ تعز مع علي محسن طويل، وسرد تفاصيله يحتاج إلى وقت وأسباب لسنا بصدده في هذه العجالة التي نريد أن تكون جرس إنذار لأبناء تعز لما يعرفونه ويألفونه من مكر محسن، ولكنه من باب التذكير ليس إلا. ذلك أن الرجل مع كبر سنه تكبر أحقاده ولا تتوقف.

تاريخ طويل لمحسن منذ السبعينيات حيث ذهب الكثير من رجال تعز ومشيخها ضحايا بأيدي وأدوات محسن، ذهب الكثير وضاع دمهم المهدور من القوميين واليساريين ورجالات آخرين كان لهم كلمة أو موقف.

تاريخ تعز السياسي مكتظ بأوامر محسن وطبخاته المثيرة والكثير وملاحقة بعض رجالها من عبدالحبيب سالم وقبله وبعده المئات من الرجال ممن تم تصفيتهم جسدياً أو معنوياً.

يعرف أبناء تعز كيف دفع محسن بأيديه الخفية في تعز لقتل مشروع المحافظ شوقي هائل، عندما راوده طموح أن يصنع من تعز وميناء المخا شيئاً كبيراً في تعز كانت أول مجموعة تخرج في مدينة تعز تهتف ضد شوقي وتكيل السباب له ولأهله، هي مجموعة من شباب الإصلاح يديرهم مطبخ علي محسن المصغر في تعز، وعززت جماعة الإخوان توجه محسن وتماهت معه وأخرجت عشرات المظاهرات كي تقتل حلم تعز الوليد، وجاء أمين محمود على غير موعد محافظاً لتعز وبعد فشل تصفيته كان محسن قد صفاه بقرار إقالة بذل فيه جهداً شاقاً، وتم له ما أراد.

محسن هو ذات المشروع وذات الرجال وذات المطبخ الذي اغتال عبدالرقيب عبدالوهاب ورفاقه، وهو ذات المطبخ الذي تتحطم عليه كل أحلام تعز بالكرامة والسلم والتقدم وأن تكون رافعة العمل المدني والسياسي وأنموذجاً يحتذى به، ليس من المبالغة القول إذا كان هناك من شخص كان ولا يزال هو مصيبة تعز الكبرى فهو محسن بأدواته المتعددة، اليوم وخلال الأيام القادمة وفي ظل غياب الرئيس يزداد نشاط محسن وسوف يشعل فتيل الحرب في تعز والحجرية على وجه الخصوص، فهي فرصته لزرع الثارات والأحقاد، حد قول الشاعر طَرَفَة بن العبد:

يا لك من قنبَرَةٍ بمَعْمَرِ ... خَلاَ لَكِ الجوُّ فَبِيضِي وَاصْفِرِي

وَنَقِّرِي مَا شِئْتِ أن تُنَقِّرِي ... قَدْ رَحَلَ الصيادُ عنك فابْشِرِي

الهدف ليس اللواء 35 وحسب، إنما الثأر من الحجرية المتأصل منذ نهوض عبدالرقيب عبدالوهاب ورفاقه الضباط، مروراً بالأدوار التي تصدرها أبناء الحجرية وتعز خلال العقود الماضية، إنها محاولة للسيطرة على الجغرافيا الحية من أقصى لحج إلى أعماق المخا، مروراً بالحجرية وصولاً إلى باب المندب، وما ينتهي له الإخوان المسلمون وقطر وتركيا من أدوار.

حقد محسن القديم يجعل تعز هدفاً لمؤامراته الدائمة وكأنها مهمته الوحيدة التي جاء من أجلها حيث لم نشهد له نشاطاً في نهم والجوف والبيضاء، ولا في الحوبان في مدينة تعز وجبهات القتال التي على أساسها ظن التحالف والشرعية أنه سوف يحقق جزءاً منها بحكم علاقته بالقبائل وتاريخه الطويل في كرسي الفرقة والحكم ومصالحه المتشابكة، كل ذلك كان سراباً ووهماً لا أصل له ولا فرع.

هي تعز محط أنظاره وسيل قراره، أخبرني عدنان الحمادي في آخر لقاء لي معه في عدن قبل اغتياله بشهرين، كيف يعاني من محسن، وكيف حاول تغييره من اللواء 35 أكثر من مرة، وكيف يعمل على تقويض امتداد اللواء جغرافياً، وكيف يتلقى الضربات الموجعة من محسن، وكيف يرمم جراحه ويصابر من محاولات محسن تضييق خناق الدعم والإمكانات، كان عدنان يتحدث وفي نفسه غصة اسمها محسن هي غصة تعز من أقصاها إلى أقصاها، ويزيد الغصة غصة أن بعض رجال تعز ومن صعدوا باسمها إلى كراسي القرار وكان لهم مجد وثراء من خيراتها وباسمها، نجدهم اليوم رجالاً لمحسن ينفذون توجيهاته ويأتمرون/ يتآمرون بأمره، ويتكرر ابن العلقمي في كل مدارات تاريخ تعز الناضخ بالدم والدموع والحسرات وقتل الأحلام في مهدها لمحافظة تعشق الحياة وتقاوم مد محسن وجماعاته المختلفة وستظل كذلك.