د. صادق القاضي

د. صادق القاضي

تابعنى على

الجرائم الإرهابية للإخوان: كفضائح للشرعية وأحزاب اليسار!

Sunday 23 August 2020 الساعة 10:07 pm

نحاول إقناع أنفسنا أن "جماعة الإخوان" مختلفة نوعياً عن "منظمة القاعدة"، وأن مدينة تعز لم تصبح تماماً نسخة رديئة من قندهار.!

لكن هذه المهمة تصبح أصعب يوماً بعد يوم.

البارحة، فقط، تم خطف الطبيب الشاب "أصيل عبد الحكيم الجبزي"، في تعز، وتعذيبه، وقطع لسانه وأصابعه.. وذبحه والتمثيل بجثته التي تم إلقاؤها أخيراً لوسائل الإعلام.!

حتى "منظمة القاعدة" لا تتوفر على هذا الكم والكيف من التوحش، وقد قامت قبل أيام بقتل وصلب أحد الأطباء الأبرياء في البيضاء، بطريقة بشعة.!

ثمّ إن "منظمة القاعدة" قامت بعقد محاكمة شكلية للطبيب، وأعلنت بشجاعة عن مسئوليتها عن الجريمة برفع علمها الأسود على جثته المصلوبة.!

الإخوان لم يعقدوا محاكمة حتى شكلية، وأكثر من ذلك فقد خانوا "الشرعية" مجدداً، برفع علمها -نظرياً- على جثة أصيل الممزقة!

نعم. رفعوا علَم "الشرعية". "منظمة القاعدة" تتحرك هي الأخرى تحت هذا العَلم الذي أصبح منذ سنوات مجرد غطاء للجماعات الإرهابية في تعز والبيضاء وشبوة وأبين وعدن.!

في الحالتين. أو بشكل أدق في هذه الحالة ذات الوجهين.. نحن أمام جرائم فظيعة ضد الإنسانية، وأعمال إرهابية بامتياز.

للقضية أبعادها وعلاقاتها المشبوهة كظاهرة طافحة بفضائح سياسية وعسكرية وإدارية ومالية وأخلاقية وإنسانية.. بلا حدود.

على أن هذه الفضائح ليست فقط في حق الإخوان الذين يرون في جرائمهم مجرد إجراءات ضرورية ضد خصومهم، ورسائل لمن يفكر بخصومتهم، بأنهم قادرون على النيل منه، أو من ذويه بهذا الشكل.!

الجزء الأكبر من هذه الفضائح الإرهابية المدوية يقع على طرفين:

- طرف "الشرعية". كإدارة وحكومة وكيان معترف به دولياً. بما في ذلك من مسئوليات والتزامات مبدئية تجاه مواطنيه وتجاه مكافحة الإرهاب.

- وطرف الأحزاب السياسية اليسارية التي لطالما كانت مطايا للإخوان وشاهدة زور لصالحهم ووفرت لهم الغطاء المدني والأقنعة الناعمة..!

لقد أصبحت اليوم هدفاً لهذه الأفاعي التي طالما روّجت لها باعتبارها "عصافير الجنة".!

عليها الآن أن تكفّر عن خطيئتها.. وتفعل شيئاً بدلاً من الصراخ.!

فعلها الحزب الناصري، جزئياً، وعلى الحزب الاشتراكي أن يحذو حذوه.

ليس من أجل تعز. التي ساهم اليسار في تسليمها للإخوان، وتحويلها من عاصمة للثقافة إلى عاصمة للإرهاب.

بل، على الأقل، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه من قيم وقضايا اليسار نفسه، وبناه البشرية والمعنوية التي تكاد تتلاشى في ظل تحالفاته مع نقيضه الفكري والسياسي والوجودي.