لا شيء سوى الدم والأوجاع ومزيد من الخيبات والانكسار، ولا جديد يقدمه الحوثي غير توابيت لأشلاء بعضها لأبرياء غرر بهم كما غرر بالآلاف من قبلهم، وفي كل مرة يوغل في سفك الدم اليمني سواءً لأتباعه المنتحرين، أو لأولئك الذين باعوا أنفسهم فداءً للوطن وفي سبيل خلاصه من براثن العصابة الحوثية المارقة.
من مارب إلى الجوف وصولا إلى الدريهمي؛ يقدم الحوثي شباب اليمن قرابين رخيصة في سبيل مشروعه الوهمي وهرائه المستمر بأكذوبة التمكين والاصطفاء، ويدفع بأبناء القبائل ممن استغل فقرهم أو جهلهم وانطلت عليهم أكاذيبه باسم الدين، يدفع بهم في محارق لا تنتهي، ليخلق الحزن ويغذي الصراع ويخلق الشقاق ويمزق المجتمع بما يضمن له البقاء متحكماً يمارس هواياته وغواياته واوهامه السلطوية المستندة على خرافة الحق الإلهي.
لا جديد يذكر ولا نصر يستطيع أن يحوزه الحوثيون في أي معركة او منطقة خسروها إلا ما كان بتنسيق مع الإخوان نتيجة الخيانة وتنفيذاً لمخطط الدوحة وطهران، ما عدا ذلك فلا شيء يحققه سوى الخيبة والانكسار والجثث التي تتناثر في كل منطقة يغامر الحوثي فيها بأتباعه.. فهو عاجز تماماً أن يكسر عنفوان المؤمنين بالوطن والرافضين للحوثي وكهنوته ومشروعه التخريبي الموكل له تنفيذه من قبل الخميني.
حاول الحوثي بمئات من الإماميين الصغار أن يحقق اختراقاً في الدريهمي أو حيس بمحافظة الحديدة، مستغلاً تماهي (الشرعية والإخوان) معه من خلال اتفاق استوكهولم، ومتكئاً على سلسلة طويلة من الهجمات والاعتداءات التي ينفذها يومياً ضد المواطنين من حيس وصولاً للدريهمي ومدخل المدينة في شارع الخمسين، وفي ظل صمت المبعوث ولجنة المراقبة الاممية الأسيرة على متن سفينة في عرض البحر، فأراد أن يحاول رعونته، فكانت النهاية مأساوية ومخزية، دفع فيها أبناء القبائل المنفذين لرغبات سيء مران، والمهووسين من أتباعه ثمنا باهظاً في الأرواح والعتاد، وبالطبع لا يهمه ذلك فما دامت القبائل بأبنائها ومالها راضية بأن تبقى رهن إشارة الإماميين، فلن يهتم الحوثي بأمر من قتل أو جرح أو أسر، فالأمر عنده واجب مفروض لأجل مشروعه، ولا يستحق أكثر من خرقة خضراء يغطي بها سيارة تحمل رفات القتلى، وصورة تلصق فى جدران منزل المغرر به.
الرحمة والخلود لشهداء الجمهورية وأبطال المقاومة الذين أذاقوا الحوثي ومن ورائه (إيران وقطر) الويل، ومرغوا أنفه ومن معه في التراب، وللجرحى الشفاء العاجل، وللحوثي وكل متماه معه الثبور والخسران المبين.