سيسجل تاريخ هذه الحرب أن العام الموشك على الانتهاء 2020م، كان عام الهزائم والفشل السياسي والعسكري والأخلاقي لسلطة الشرعية.
عسكرياً، خسرت قوات الشرعية مديريات كاملة ومواقع استراتيجية في محافظات الشمال (مأرب، الجوف، صنعاء والبيضاء) بعدما سقطت تباعاً وفجأة تحت سيطرة قوات الحوثيين.
في مسار التآكل السريع لما تبقى من سيطرة القوات المحسوبة على حكومة الرئيس المؤقت (هادي)، تأكدت الاتهامات لحزب الإصلاح "إخوان اليمن"، بتسليم تلك المناطق للحوثيين بإيعاز من الدوحة وأنقرة.
وبما يشبه رحلة النزهة استولى الحوثيون، في الأشهر القليلة الماضية، على مساحات شاسعة من مأرب والجوف، فيما يواصلون القتال بهدف تحقيق تقدم عسكري ميداني والسيطرة على بقية المناطق في المحافظة النفطية شمالاً.
في بداية هذا العام خسرت أو سلمت قوات "الجيش الوطني" نهم وآلاف الضحايا من أبناء الفقراء.
لم يكن التفوق العسكري للحوثيين هو العامل الحاسم في المكاسب الأخيرة لما حققوه في هذه المعارك وآخرها في مأرب، وإنما الانسحابات المخططة من جانب قوات الإخوان مع ترك ترسانة أسلحة ضخمة خلفهم لتقع في أيدي الحوثيين عنوة وتعمداً.
خسرت "الشرعية" مديريات هامة في محافظة مارب، من بينها مديريتا "رحبة وماهلية" وأجزاء من مديرية مدغل، ولاحقاً سقطت جبهتا "مدغل و"صرواح" كلياً، وصولاً إلى مجزر ومنطقة السحيل.
كعادته برر حزب الإصلاح، الذي يسيطر على قرار قوات الجيش المحسوبة على الشرعية، سقوط تلك المناطق في أيدي الحوثيين، بادعاء "خيانات قبلية" و"عدم دعم التحالف"، وهى اتهامات يطلقها الإخوان بشكل متكرر في العديد من الجبهات وخاصة بعد أن تذاع هزائمهم.
كما خسرت قوات الشرعية في تلك المعارك العشرات من القيادات العسكرية والقبلية ومئات الجنود.
بالمختصر المفيد، نهم والبيضاء والجوف ومأرب.. أصبحت عملياً في أيدي الحوثيين على عكس ما روج له وما زال "إعلام الإخوان".
سياسيا ودبلوماسيا وأخلاقيا كان عام 2020م عام انكشاف "عورات" سلطة الشرعية التي سلمت شؤونها إلى قيادات فاشلة وفاسدة لا هم لها سوى مصالحها الحزبية والشخصية.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك