محمد ناجي أحمد

محمد ناجي أحمد

تابعنى على

دوائر العصبويات والقطيع الضوئي

Tuesday 10 November 2020 الساعة 04:13 pm

يعكس المجتمع عصبوياته وتحيزاته الضيقة من أسرية وعائلية وقبائلية وقروية بما في ذلك وعيه الأيديولوجي الخاضع لتلك الأنساق-وينقلها إلى الفضاء السيبراني ومواقع التواصل الاجتماعي، بما هي مواقع شفاهية، تستخدم (الكيبورد) لترجمة خطابها الشفهي.

لا حداثة لدى القطيع الضوئي وإنما تحشيد لقبائل سيبرانية، مع وضد.

تكتب مقالة وحين يعمل قارئ مشاركة أو نسخا لها وينقلها إلى صفحته، أو يعمل لها إعجابا أو قلبا أو تأثرا أو مرورا... الخ، يطفو الوعي العائلي والقبائلي للخصيم من خلف قشرة الحداثة الواهية التي يتمنطق بها صارخا بالداعي والثارات والويل والثبور على من وضع إشارة إعجاب أو مشاركة!

الحداثة عسيب وخنجر يماني يتزيَّا بها هؤلاء العصبويون وخطابهم المكرور بوعظياته وثغثغاته!

في الحشود والقطيع الضوئي لا التفات لمنطق الأشياء والأفكار ولا للحقيقة الواقعية بمقارباتها المتعددة، بل إزاحة لها طالما أنها لم تحظ بجمهرة ضوئية، فالجمهور أصبح في وعيه مستلبا لما يعزز من نموذج المهرج/المتخلف كسمات جامعة لذلك الجمهور!

الجمهور الحقيقي أُزيح منذ أن حل محله (المسيرات المليونية) في الساحات، ثم أصبحت تلك المسيرات المليونية رديفة لنجوم البلاهة!

ما يلفت النظر هو أدعياء الحداثة الذين يصدر وعيهم من داخل أنساقهم العصبوية، وتكون الثقافة بالنسبة لهم زينة وبهرجة ومقولات وأسماء مفكرين لإثارة إعجاب (الجمهور الضوئي) الذي تسلبه المقولات والأسماء والخطابات الوعظية لدعاة مواقع التواصل الاجتماعي!

إنه داعي القبيلة الجاثم في عقولهم والمسيطر على ردود أفعالهم.

من هنا تصبح علامة الإعجاب ووضعها لمن هو مختلف، مَن لنا عنده ثأر مستدام خطيئة، ووضع قلب عدوانا ينبغي أن يتم إزالته والاصطفاف ضده!

الزمن الضوئي بمواقعه الاجتماعية مرآة لوعينا، يظهرنا كما نحن دون مساحيق التزييف ومزاعم الحداثة والفردانية!

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك