عادل البرطي

عادل البرطي

تابعنى على

عودة الوطن إلى مساره الصحيح

Saturday 14 November 2020 الساعة 07:20 am

سنة إلا عشرين يوماً منذ اغتيال الوطن الساكن قلب ووجدان القائد الشهيد/ عميد ركن عدنان محمد الحمادي قائد اللواء 35 مدرع، الذي امتدت إليه يد الإثم والجريمة لتغتال حلم الجمهورية والطلقة الأولى لمقاومة جحافل مليشيا الحوثي الآتية من كهوف الفقيه في انقلاب دمر وما زال يدمر الوطن إلى اللحظة. 

سنة إلا عشرين يوماً، ظلماً وظلاماً مر على كل من قاوم ومن بذل روحه ودمه وماله من أجل أن يبقى الوطن ونستعيد جمهوريتنا التي ضاعت بين تجارة الدم والدين والأخلاق، حين دفعت مليشيا الإخوان الإرهابية بكل ما تمتلك من قوة واعلام ومال وقذارة لتخطط لاغتيال مؤسس النواة الاولى للجيش وحامي حمى تعز حين خذلها هؤلاء القتلة بعد فرار قادتهم بملابس نساء السفراء والتحف سياسيوهم جلود حرباء ليقولوا لسنا (ابوفاس) كلمة اليدومي الشهيرة التي ألحقت بالجلوس قرب مداس السيئ عبدالملك الحوثي يومها، ولا لوم في ذلك، فمن ارتدى الخيانة منذ الأزل لا يضيره تغيير ألوانه ومقاسات وجهه وملامحه.

خلال هذه السنة المريرة القاتمة تلاعبت قوى الشر والغدر الإخوانية بملف قضية اغتيال الشهيد عدنان فمارسوا كل انواع الدسائس والانحراف من ضغط وترهيب وترغيب بل واغتيال لمن حمل هذا الملف ليغيروا مسار القضية، وحرف بوصلة العدالة، فاستخدموا اخفاء الادلة والاثباتات وانتزعوا من ملف القضية قلبها ليقدموا مجموعة من ادوات القتل على أنهم هم المتهمون فقط محاولين طمس الاجرام المنظم الذي قاد هؤلاء إلى تنفيذ مخطط قذر للمليسيا الإخوانية وبتعميد الجريمة من علي محسن تمويلا ومن عدد من الكاذبين تحريضا ومن قيادات الإرهاب إعدادا وتخطيطا ظلت القضية خلال هذه الفترة يتراشقها التوهان ودم الشهيد يصنع ثورة في قلوب عاشقي الوطن وتعز ويلحن للاوفياء انشودة مفادها لا تيأسوا..

بحت أصواتنا ونحن ننادي أن ملف القضية قد افقد وعيه وان هناك من يريد له البقاء في حالة اللا وعي بانتزاع ادلته وافراغه من جوهره لالباس الادوات جريمة التنظيم، وتعرض البعض منا للملاحقة، بينما ترك القتلة يعبثون بالوطن ويغتالون ويشردون من تبقى من شرارة المقاومة سلاحا وقلما، ويجعلون من تعز بوابة للشر المستطير إرهابا وتنكيلا ونهبا وسحل جثث.. لكننا اليوم وبعد خامس جلسات المحاكمة لقتل الوطن "عدنان" نرى في الافق بصيص نور العدالة، وهدى القانون بعد ان قدمت النيابة العامة جزءاً من الأدلة على المحرضين والمخططين للجريمة، أبرزها 241 وثيقة تخص المحرضين على حي الشهيد عدنان الحمادي، والهارد المحتوي على تفريغ المكالمات والرسائل لقادة التخطيط للجريمة مع الأدوات المنفذة، ومنها ما يقارب محتوى رسائل ستة أرقام تخص الإرهابي ضياء الحق الأهدل وابنه واخيه كانت على تواصل دائم بالادوات الإرهابية وموجهة لهم طريق الغدر والخيانة..

سنة إلا عشرين يوما لم نيأس ولم نستسلم ولن نستسلم لأننا نؤمن بمشروع الوطن ولا نرى بديلا عنه ونعلم ان دم شهيدنا يرسم لنا خطى النضال في ملكوت الارواح كما كان يرسمها لنا في حياته المشبعة بحب الوطن والممتلئة تضحية، والمثخنة ألما من الخونة ومرتزقة المال المدنس لراعيتي الإرهاب التركي والقطري. 

ولأننا تربينا لبضع سنوات نضالا ومقاومة على ايدي الشرف المستوطن عدنان، فلن نستكين حتى نرى القتلة في مقاصل العدالة ونرى تنظيمهم وقادتهم يحالون إلى مكانهم الطبيعي خلف قضبان السجون، وهذا ما لحظناه في جلسة اليوم (الخميس) التي صحح مسارها، ونأمل من رئيس المحكمة الانتصار للعدالة والذي نراه محققا بوجوده..

مع رفع جلسة المحكمة ارتفعت أيادينا شكرا وأهدت عيوننا لوجناتنا دمعا بفرحة واثقين من عدالة الأرض ان لم يتم وأدها وعدالة السماء التي سنكون يوما ما نعيد ترافعنا ضد القتلة وننتصر..

اليوم لست كغيري منكسراً أو متشائماً، بل تغمرني الفرحة ما دام وهناك بصيص أمل لعدالة طالما ظلمتنا فلم ننكسر وقومنا مسارها ليحاكم قاتل "عدنان"/الوطن تخطيطا وتمويلا وتحريضا وتنفيذا، وهذا هو بيت القصيد، وبشرانا ان تطهير بلدتنا من رجس هؤلاء القتلة وتنظيمهم أصبح أقرب مما يعلمون..

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك