سمير الصنعاني
لماذا تجاهد مليشيا الحوثي في تكرار مزاعمها حول الشهيد صالح؟!
مع مرور الذكرى الثالثة لانتفاضة الثاني من ديسمبر التي قادها الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية السابق رئيس المؤتمر الشعبي العام، في قلب العاصمة صنعاء ضد المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، ودفع ثمن لذلك حياته وحياة رفيقه الشهيد عارف الزوكا الأمين العام للمؤتمر الشعبي العام، وعدد من قيادات المؤتمر وحراسته الشخصية.. يجاهد الحوثيون بكل شكل ليكرروا مزاعمهم بأن صالح كان خائنا وعميلا للتحالف وان انتفاضته كانت بتوجيهات من دول التحالف ولا سيما الإمارات.
تلك المجاهدة التي سخروا لها هذه المرة أموالا طائلة من خلال طباعة وتوزيع كتاب وعقد ندوة تشرح ما جاء في هذا الكتاب من مزاعم، فضلا عن تولي قياداتهم واعلامييهم ونشطائهم على مواقع التواصل الاجتماعي ترديد ذات الاكاذيب حول صالح وانتفاضته- ليست سوى تأكيد بأن المليشيات الحوثية وبقدر ما تحمله من ثقافة حقد ضد صالح الذي واجههم بقوة الدستور والقانون وشن الحرب ضد تمرداتهم الستة على الدولة ودستورها وقوانينها فإنها تكشف بجلاء كيف أن المليشيات الحوثية تدرك أكثر من أي وقت مضى أن موقف صالح وخطاباته ضد تمردهم والتي كانت تتمحور حول أن هذه الحركة المليشياوية هدفها إعادة النظام الإمامي الذي ثار عليه اليمنيون في 26 سبتمبر 1962م باتت تترسخ اليوم في وجدان كل يمني يرى ما تمارسه هذه المليشيات من سياسات وإجراءات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك انهم نسخة اخرى من النظام الامامي بل ونسخة سيئة منه، ذلك انهم وان كانوا يشبهون النظام الامامي في تلاقيهم معه في مزاعم الحق الالهي في الحكم إلا انهم يفوقونه بانهم عملاء لإيران وينفذون اجنداتها على عكس النظام الامامي الذي كان مستقلا إلى حد كبير، وان كان نظاما متخلفا.
مدى الكره والحقد والانتقام ضد صالح لم ينته لدى المليشيات الحوثية باغتيالهم له وقتله داخل منزله ليسقطوه شهيدا وهو يدافع عن عرضه وبيته وعن الثورة والجمهورية، لان ذلك الكره والحقد لصالح ليس مرتبطا بانتفاضة ديسمبر فقط، بل هو كره وحقد مرتبط بأيديولوجية عنصرية لم تكن ترى في صالح سوى مجرد قبيلي لا يستحق ان يكون رئيسا لليمن هذا من جهة، ومن جهة ثانية فهم يحقدون على صالح لأنه قتل مؤسس مليشياتهم حسين بدر الدين الحوثي بعد اعلان تمرده على الدولة في 2004م، فضلا عن كونهم حققوا هدفا ايرانيا بقتلهم لصالح الذي كان احد القادة العرب الذين وقفوا ضد نفوذ ايران وحربها ضد العراق، ناهيكم عن ان صالح كان اكثر سياسي وقائد يمني فضح حقيقة هذه المليشيات وسعيها لإعادة النظام الامامي الكهنوتي وان بطرق واساليب مختلفة، وهو ما بات يتجسد اليوم واقعا في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات الحوثية حيث اصبحت صنعاء ومناطق حكمهم مناطق معزولة عن العالم، ينتشر فيها الفقر والجوع، واصبحت فيها الوظيفة العامة والمسؤولية محصورة في من ينتمي إلى الاسر الهاشمية وليس ذلك فحسب بل ولمن ينتمي لهاشميي صعدة وحدهم دون غيرهم.
ثلاث سنوات والمليشيات الحوثية تعمل جاهدة على جعل الناس ينسون صالح حتى انها ارغمت قيادات المؤتمر في صنعاء على عدم رفع صور صالح في مقرات المؤتمر وفي اجتماعاتهم، ولكنها مع ذلك تذكر الناس بصالح من حيث لا ترغب، فهي كلما اوغلت في حقدها ضده ومحاولة تشويه تاريخه، وتكرار مزاعمهم عن خيانته وانها قتلته وهو يحاول الفرار من صنعاء زاد تذكر الناس وحبهم لصالح ولحكمه ولنهايته التي حرص ان يكتبها بطريقته ويموت شهيدا وهو يدافع عن الجمهورية التي حكم فيها ثلاثة عقود ونيف ولولاها لم يكن صالح ليصبح رئيسا وهو ابن فلاح من احدى قرى سنحان.
صالح لم ولن يموت مهما حاولت المليشيات الحوثية تشويه تاريخه، والحقيقة ان غالبية الناس في العاصمة صنعاء ومناطق سيطرة المليشيات الحوثية بمن فيهم كثير من اولئك الذين يقاتلون اليوم مع المليشيات لأجل مصالحهم حين يذكر اسم صالح فانهم يترحمون عليه ويتذكرون تاريخه وحكمه وما قدمه لليمن بكل اكبار واجلال، ويقولون ان من خلف صالح خصوصا الحوثيين لم يقدموا الا أسوأ نماذج في الحكم والادارة والنهب والسرقة وفوق ذلك ينهبون مرتبات الناس ويجبون منهم الضرائب، ويتسولون باسمهم ويسرقون المساعدات، ويزعمون وطنيتهم وهم يخدمون اجندات واهداف ايران في المنطقة حتى بات الجميع يعرف ان الحوثيين ليسوا سوى نموذج آخر من الحشد الشعبي في العراق وحزب الله في لبنان.
جنون وحقد المليشيات الحوثية ضد صالح وما يكررونه من مزاعم حوله لن ينجح في تشويه حقيقة يؤمن بها اليمنيون وسيكتبها التاريخ اليوم أو غدا وهو ان صالح كان احد اعظم من حكموا اليمن على مر التاريخ ويكفيه انه احد الحكام القلائل الذين استطاعوا ان يوحدوا ويحكموا يمنا يمتد من سقطرى إلى صعدة وفي عهده كانت اليمن دولة لها سيادتها وقرارها المستقل الذي ضاع بعد تسليم صالح للسلطة واصبح من المستحيل ان تعود يمن صالح بعد ان تسبب من خلفوه وخصوصا مليشيات الحوثي في تمزيق اليمن وتجزئته وتحويله إلى ساحة للصراعات وخدمة الاجندات الاقليمية والدولية.
صالح سيبقى في قلوب الناس مهما زعم وكذب الحوثيون وروجوا الافتراءات والاقاويل بحقه لأنه لم يكن رئيسا حكم البلاد لثلاثة عقود ونيف فقط، بل لأنه كان مواطنا يمنيا احبه اليمنيون لأنه كواحد منهم وشخص مثلهم، وفرد يشعرون انه يتحدث باسمهم ولهم ومن اجلهم.
رحم الله الشهيد صالح ورفيقه الزوكا وكل شهداء انتفاضة الثاني من ديسمبر.. ولمليشيات الحوثي نقول ان حب صالح لا يمكن ان يذهب من قلوب اليمنيين مهما بلغ حقدكم وكرهكم له ونشركم للمزاعم حوله، فصالح كان وسيظل تاريخا، وقائدا، وزعيما، وسياسيا، ومواطنا يمنيا اصيلا يشبهنا ونشبهه.