أحمد الجعدي

أحمد الجعدي

تابعنى على

الانتقالي جنوبي ولا شيء أكثر

Sunday 20 December 2020 الساعة 08:13 am

من يعتقد أن نجاح الانتقالي أو فشله منفصل عن الشارع في الجنوب فهو واهم، الانتقالي ما هو إلا نتيجة لفعل شعبي على الأرض مثله مثل الدبابات والمدرعات التي سلمها التحالف للشعب - كلها نتائج لتراكمات تغييرها يتطلب استئصال الفكرة وحاملها، وهذا مستحيل.

مر الشارع الجنوبي باختباراتٍ عديدة حاول الكثيرون الاستفادة منها لتقويض مشروعهم السياسي وحامله ممثلاً بالانتقالي، إلا أنهم فشلوا لأسباب كثيرة يمكن تفسيرها بالقول:

إن الشارع في الجنوب كان قبل الانتقالي وقبل الحرب وقبل الربيع العربي له مسلمات تتبلور أفكاره حولها يرمز لها باسم وعلم، مستمرة مهما تغيرت الظروف والأحداث.

الشارع الجنوبي سيظل يدفع الأمور بنفس الاتجاه الذي حددته الجماهير في اليوم الأول لخروجها، فهم من مولوا ثورتهم من خلال الاستغناء عن أشيائهم العزيزة، وهم من قدموا ارواحهم وهم من حافظوا على مكاسبهم، فلا يمكن بعد كل هذا الذي قدموه أن تعتقدوا أن رهانات الخدمات أو الحلول السياسية وتأرجحها ستؤثر عليهم وعلى مشروعهم الأساسي.

إن الشارع في الجنوب طالما هو يرى من مصلحة قضيته دعم المجلس الانتقالي، فلا يمكن لأي قوّة أن تعبث بوعيه مهما ساءت الأمور طالما وهو يرى بميزان وعيه وقناعاته أن بقاءه كحامل وممثل لقضيته أفضل من عدمه، وعليه فإن المكاسب والنكبات لا يمكن أن تخلق انفصالاً بين الشارع والممثل الجنوبي.

أخيراً: الفعل وردود الفعل، الفعل السياسي والمادة الإعلامية، الخبر الحقيقي والشائعة، كلها أشياء تتمحور حول مزاج الشارع الجنوبي بين دعمها وكسرها وهذا دليل كاف على ثقل الشارع وعلى ثباته وكيف تحول لشوكة ميزان صقلت خلال مراحل طويلة وهو ما من شأنه أن يجعل المجلس الانتقالي يمضي بعيداً بثقة كبيرة.