قال عميد الأدب العربي في القرن الماضي:
"وهل في اليمن شعراء؟"
نفس التساؤل يتكرر بمرراة
هل في اليمن رموز ورجال دولة؟!!
الرمز ورجل الدولة يبني دولة ويؤهل شعبا ويضع له مكانة بين الأمم والشعوب.. فهل فينا من زعيم ورمز خلال الستة عقود الماضية حقق ذلك؟ أم انهم طلاب سلطة أكلوا الأخضر واليابس، استعانوا بشلل ينطبق فيها قول المفكر مالك بن نبي: "عندما تضع لجاماً على فمك، سيضعون سرجاً على ظهرك".
كانوا شلل مصالح يضعون لجاما على افواههم طيلة عقود من الاستبداد فوضع الاستبداد سروجا على ظهورهم وامتطاها!!
رغم هذه الحقيقة المرة فما زال البعض يُكثر الكلام مع اي استحقاق ان فلانا رمز او انه رجل دولة...
فما هي المعايير التي تصنع الرمز او رجل الدولة التي يستخدمها من يذبجوننا بها صباح مساء؟!!
لا توجد معايير إلا صفحات التواصل للتضليل الاجتماعي المدفوعة الأجر التي تحوي معجبين ومعجبات يبدو ان بعضهم مُجند باكثر من مائة اسم لزيادة حجم التضليل.
الرمز الذي ينذر حياته لهدف واحد، أما "القنفزة" فليست من صفات الرموز، فالرمز يتخلق من رحم القضية التي ينذر حياته لها، هكذا تخلّق غاندي وكاسترو ومانديلا... الخ، عملوا المستحيل لشعوبهم.
لكن عندما يصبح هذا الرمز لا يملك قضية فهو مجرد شخص ممن يقدمون ظهورهم للامتطاء فتارة يرى "ان مشروع الوحدة انتهى بالنسبة له، وعندما تصبح مصالحه مع "راية السيادة الوحدوية" التي انتهت بالنسبة له نراه يستميت دفاعا عنها ويوزع التهم يمينا وشمالا.
هذا النوع ليس رمزا بل يعاني انفصاما في شخصيته الوطنية والسياسية، مجرد ظهر للامتطاء انتهت صلاحيته في التدوير واستنفد مهمته فجنّد الطبالين ويسوقونه رمزا وطنيا.
الحرب جاءت واليمنيين والجنوبيين مختلفون في "المسألة الوطنية" بلسان تلك الرموز فكيف تقنع الناس ان فلانا رمز وهو يتخبط في تعريف المسألة الوطنية ما بين وحدة انتهت بالنسبة له منذ سنوات وراية سيادة يتشدّق بانه يتفانى دفاعا عنها الان؟!!
لمن يدّعون انهم رموز وطنية ورجال الدولة من الجنوبيين...
أي وطن مُتفق عليه وعبدالكريم الارياني قال: "لقد ابتلعنا الجنوب ولم يتبق الا هضمه".
هل هي هذه السيادة التي رفعت الرموز رايتها ويدافعون عنها!؟
ألا يخجلون؟