د. محمود السالمي

د. محمود السالمي

تابعنى على

نحن والإمارات

Wednesday 23 December 2020 الساعة 09:16 am

ست سنوات وهم يسبون ويحتقرون ويشككون في أصل الشعب الإماراتي، ويدعون أن بسكويت هائل سعيد أقدم منه.

ولما رد لهم ضاحي خلفان من نفس بضاعتهم سمع العالم كله بكاءهم، من يرفض احتقار اليمن (وأنا واحد منهم) عليه أن لا يقبل باحتقار الإمارات، أو أي شعب آخر، فصاحب المبادئ والقيم والأخلاق لا يقبل بتجزئتها. 

نحن والإمارات شعب واحد، وأصل واحد، ودين واحد، ولغة واحدة، هذه الحقيقة التي يجب علينا إدراكها، ومن يسيىء للآخر يسيىء لنفسه، العداء بين اليمن والإمارات لا يخدم اليمن ولا الإمارات، وإنما يخدم مصالح حزبية ضيقة ومؤقتة.

الحزب الاشتراكي ارتكب خطأ في الأمس عندما وتر علاقاتنا بجيراننا السعودية وعمان، وقواها مع منسجتو في إثيوبيا، حيث لا مصلحة لنا فيها ولا عرق نسب.

واليوم حزب الإصلاح يرتكب الخطأ نفسه يريدنا أن ندمر علاقتنا باشقائنا وجيراننا الامارات والسعودية ونقويها مع أردوغان في تركيا، التي لا يجمعنا بها لا دم ولا لغة ولا مصلحة.

من يزرع الاحترام والكلمة الطيبة مع جيرانه سيجني خيرها، ومن يزرع الحقد والكراهية سيحصد شرها.

وربنا يصلح أحوالنا وأحوال العرب جميعا.

* * *

أصل العرب:

صدعوا رؤوسنا بحكاية أصل العرب، وكأن شهادة ميلاد أول عربي محفوظة في المتحف الوطني في صنعاء.

 اثيوبيا التي اكتشف فيها أقدم أثر للانسان لم تدع انها أصل البشر، واليونان التي احتضنت اقدم حضارات اوروبا لم تدعي انها اصل أوروبا، التاجر المفلس يفتش في دفاتره القديمة، والشعوب التي تعجز عن صنع حاضرها تشغل نفسها بسراب الماضي.

نحن شعب فاشل حتى الآن، وفي ارذل مراتب الدول، والكشوفات العالمية تشهد بذلك، والناس تستخف بنا وتشمت بنا، والطيب يرثي لنا.

وضع اليمن لن تغيره حكاية أصل العرب، ولا مناجمة الفيس بوك، الذي يغير من وضعها ويرفع من قدرها بين الشعوب هو درجة علمها وثقافتها وصناعتها وتطورها.

وطالما استمررنا نتمسك بالقوى القبلية والمذهبية المتخلفة، وأن لا نجيد إلا القتل والسلب والسب ومضغ القات، فعلينا أن لا نزعل من شماتة الآخرين فينا، وأن نصمت، وأن ندفن رؤوسنا في التراب.

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك