لم تكن ختام العشاري أول شهيدة يقتلها الحوثي وأزلامه، فقد سبقتها الشهيدة أصيلة الدودحي، والشهيدة جهاد الأصبحي، وعدد كبير من النساء اللواتي قتلهن الحوثي خلال مسيرة تنكيله وانتقامه من اليمنيين، وحتماً ستتلوها جرائم ما دام والحوثي لا يخشى أي تقدم في أي جبهة قتالية من جبهات القتال المفتوحة -مجازاً- ضده.
تعمل مليشيا الحوثي ليل نهار لارهاب الناس واسقاط كامل حقوقهم التي ناضلوا من اجلها طيلة ستة عقود، واعادتهم إلى حالتهم الأولى التي كانت السلالة هي كل شيء كطبقة وفئة واليمني لا شيء، مع ما يشمل ذلك من مصادرة للحرية ونفي لحق الحياة لكل من لا يتفق مع مشروع هذه الجماعة الفاشية، ليصبح الموت هو القاسم المشترك لكل من يقول للإماميين الجدد لا!
يتفرغ الحوثي كل دقيقة للتنكيل بهذه المحافظة أو تلك، دونما رادع أو مقاومة، فمن يناط بهم أمر مقارعة الحوثي، انشغلوا طويلاً بإقصاء بعضهم، وتحريك جيوشهم "الحزبية" ضد من يعارضهم في الرأي ويرفض ممارساتهم باسم الشرعية، وبينما هو -أي الحوثي- متفرغ للتنكيل والإرهاب تجد في المقابل أن الطرف المناهض للحوثيين يتفرغ تفرغا تاما للمناكفات والخلافات، والهجوم والهجوم المضاد، والخيانة والتخوين، والبحث عن المزايا والمصالح الذاتية والحزبية، الأمر الذي نتج عنه تفرعن وإرهاب حوثي لا حد له، وفساد وتراخ حكومي، عسكري وسياسي، لا نهاية له.
إن مشهد بكاء الطفلة على قبر والدتها -ختام العشاري- يوقظ ضمير من لا ضمير له، ويحزن كل ذي قلب سليم، وفكر وطني خالص على الحال الذي وصل له المواطن والوطن عموماً في ظل سيطرة وتحكم -ربائب الخميني وعملاء إيران في اليمن- بحياة الناس وموتهم ايضا، فحياة الناس وموتهم بالنسبة للحوثي ناهيك عن ارزاقهم ومعايشهم وتوجهاتهم لا بد أن تكون بيد سيد الكهف وجماعته، ووحدها من تقرر ماذا يجب ومن يستحق البقاء ومن يتوجب موته، وكيف يتم تنميط الحياة وتطبيعها بطابع يخدم الجماعة ومصلحتها ومصلحة آمريها دون مصلحة اليمن واليمنيين بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم وفئاتهم ككل.
فهل بعد هذا من كارثة وجودية تقتضي المصلحة الوطنية والدولية والإنسانية ضرورة توحيد الجهود، وتحييد المصالح الذاتية والحزبية جانباً، والعمل بإخلاص من أجل هزيمة هذه الجماعة الفاشية والنيل منها؟!