عبدالحليم صبر

عبدالحليم صبر

تابعنى على

سلطان البركاني... لتبقى الحكيم دوماً

Friday 08 January 2021 الساعة 07:25 pm

تعود بعض المجتمع اليمني على أن يرى مسؤولي هذا البلد في تعالٍ وهنجمة وفصاع، حتى فهم الكثير أن هذه صفات تمنح بالفطرة الإلهية ومن الضرورة أن ترافق أي مسؤول، وإلا والله ما كانت ولا سبرت ديولة! 

في المقابل، فهم بعض المسؤولين هذا الشعور الفهلوي المرفوض في خيارات الدولة المدنية، على أنه بروتوكول يتوجب القيام به، حتى وصل بهم الحال إلى إنفاق عشرات أضعاف مخصصاته، وزاد "هبش" كم أرضية حق فلان أو فلانة عشان يثبت للمجتمع أنه وزيراً في الحكومة، فيما البعض الذي ما يزال يشعر أن نصيبه من الفِصاع والنخيط منقوص راح يسلح ويجعب ابنه بكيلو بارود وقال له: قع رجل يا ابني، والناس ما تحترمك إلا لو أنت مشحوط وقد صدمت كم طفل، وقد اغتصبت كم فتاة عشان تثبت للناس أنك ابن الوزير أو ابن الشيخ الفلاني.

هذا ما سار عليه كثير من المسؤولين في البلاد منذ زمن، بينما قليل من المحترمين اتخذوا مسارا قيميا مغايرا ممن بقوا بأخلاقهم بين الناس يبنون ناطحات الأدب ويشيدون قصور الإنسانية بين الناس كهوية وقيمة اجتماعية رافقتهم منذ الميلاد، وفي مقدمتهم الشيخ سلطان البركاني الذي تعرض للقدح وإسقاط كل الشتائم عليه، لمجرد أن أحد أبنائه ظهر عند قدمه في أحد الأماكن العامة وهو يقوم ألبسه الجزمة. 

بالطبع، أن قيام الابن بهذا الفعل أمام الجميع يصف كيف أن مبادئ التربية الأسرية والتنشئة الاجتماعية ينبغي أن تكون تاثبة تجاه أسرتك، مجتمعك، في البيت، في الشارع، أمام الإعلام، كنت وزير، أو قاضٍ، أو شيخ، أو فلاح، ويكشف أهمية هذا السلوك النبيل حجم القيم التي تتمتع بها هذه الأسرة. 

وهي ليست إلا واحده من الصفات العديدة النبيلة لمسؤول في الدولة تفرد بها مقارنة بما هو سائد في أوساط المسؤولين الذين تولوا مناصب متعددة في الحكومات المتعاقبة للبلد. ولا يستوعب مطلقاً من "افنوا حياتهم في اقناعنا أن بقاء الحذاء مقلوباً يمنع الملائكة من دخول البيت"، أن جزمة الشيخ سلطان البركاني لم تكن بدعة ولا مقلوبة في وجه السماء حتى تمنع الملائكة من دخول بيوتهم، وعليهم التأكد أنه ليس حذاء أبو قاسم الطنبوري.

الخاسرون من صعود سلطان

بعد وفاة رئيس البرلمان عبدالله الأحمر تكتلت "القبائلية" بحيازتها المتطرفة في البرلمان وعلى مستوى السلطات المتعددة حينها في صنعاء واتفقت على أنه لا يمكن أن تذهب السلطة التشريعة من أيديهم مهما كلفهم هذا الأمر، حتى فرضوا الراعي لرئاسة البرلمان مع أن نواب رئيس البرلمان المؤهلين لذلك هما: الدكتور عبدالوهاب محمود، وجعفر سعيد باصالح (حفظهما الله) ولأن الأول من تعز يلبس البنطال والكرفتة، والثاني من الجنوب يلبس بدلة سفاري، صنعت الكُدمة والعسيب حائط الصد أمامهم.. ليمكنوا الراعي من الرئاسة. 

وبسبب عوامل متعددة واضطرابات عاشتها اليمن مشت الامور كما فرضوها على المجتمع، حتى تعرت الدولة تماما إلى أن وصل الفرز المناطقي الذي عبرت عنه سلطات الكهف المدعومة بالسلاح والمال الإيراني منذ الحروب الست الأولى حتى مطلع 2015م الذي شكلت فيه تحالفات البندقية منحى اختلف فيه الجميع بما في ذلك المناطق والكيانات والمؤسسات والأشخاص بينما ظل سلطان البركاني الرجل المدني من أولئك الأحرار الجريئين الذين استطاعوا أن يثبتوا حقهم في الحرية وحقهم في السلام القائم على الحكم والحكمة، حتى أصبح اليوم الشيخ سلطان رئيسا لأهم وأول سلطة تشريعية بالبلاد في أصعب مرحلة تعيشها اليمن.

ومن ناحية أخرى تظهر الصورة التي روج لها الخاسرون من صعود سلطان، تظهر منفصلة بما فيه الكفاية عن كل ما يمس المجتمع اليمني أو ما يخدش سيادة الدولة. ولكننا ينبغي أن نفكر، أليست هذه الصورة اشرف بالف مرة من صورة ابن وزير الدفاع الذي ظهر وعلى رقبته عقد من الفل المرصع بالذهب، وأليست أشرف من صورة ابن عبدالله العليمي وبجواره سيارته الفارهة التي تصل قيمتها إلى 500 الف سعودي، وأليست أنظف وأنزهه من صورة جلال هادي المخفية وهو يقف على فيلل وعقارات بملايين الدولارات، وأليس هذا النوع من الإعلام الهابط الذي يستهدف رئيس البرلمان يرتبط بطريقة خاصة بأحداث ومعارك جانبية ذات صلة باستهداف ما يترتب على البرلمان فعله في سبيل عودة الحكومة ومن ثم عودة البرلمان إلى العاصمة عدن.