أحمد الجعدي

أحمد الجعدي

تابعنى على

الإخواني الليبرالي

Wednesday 13 January 2021 الساعة 07:02 am

‏الإخوان احتووا الليبرالية في الوطن العربي أو ابتلعوا معظمها عن طريق (ستايل جديد) تبنته قناة الجزيرة (وبناتها أو عائلتها)، بالإضافة للدور التركي واللاجئين الإخوان في أوروبا وغيرها بحيث أنتج ذاك الحراك الإعلامي والثقافي قوماً بهوية وستايل ليبرالي لكنه بجوهرة إخواني وأصولي حقيقي جداً.

لا تستغرب إن صادفت في حياتك إعلامياً، ويا كُثر من نصادف في حياتنا إعلاميين من قبيل ذاك الذي كل حديثه عن دوستوفيسكي وروايات ماركيز وعن الحضارة الأوروبية والإعجاب بالنمط الغربي، كما أنه متابع جيد لنتفليكس ومتقبل أيضاً فكرة الشذوذ التي تروّج لها القناة كنوع من الحرّية الشخصية ثم تجده مناضلاً وببسالة، لأن تتقلد حركة مثل جماعة الإخوان المسلمين مقاليد الحكم في بلادة فقط لأن الحركة هي من تدفع له إكسبنس حياته.

‏في بلدٍ ولدت به جماعة الإخوان كمصر ناضل فيها الأوائلُ من القوميين العرب ضد فكر الجماعة بل وأُحرقت فيه كُتب مؤسس الجماعة حسن البنا ومفكرها الأول سيد قطب، بالمقابل قتلت الجماعة هناك كل مفكر وقف أمام مسيرتهم الإسلاموية أو القرآنية، ومع هذا تجد كثيراً من العرب باللاوعي وتحت ضغط إعلامي منظّم يُهدف من ورائه للتدخل في شؤون الدول العربية الداخلية لكل بلد ومع كل هذا تجد بعضاً من الشعوب العربية متمسكين بها كتمسكهم العاطفي بفكرة الاشتراكية التي سقطت في موسكو وعدّلت في الصين وبدأت كوبا رويداً رويداً بالإيمان أن لا جدوى منها.

وعلينا التنويه هنا ‏أن الإخوان المسلمين حركة عندها قُدرات إعلامية مهولة، ولديها أيضاً قدرة على أخونة المؤسسة والدولة برمتها وهي ناجحة ظاهرياً في الإدارة على المستوى القريب إلا أن مستقبل الدولة سيكون معزولاً عن محيطه والعالم، فهي الحركة المصنفة كجماعة إرهابية، وتعس شعبٌ سلّم الإخوان مقاليد حكمه.

‏وبما أننا نقول لا للتجارب التي أثبتت فشلها في العالم، ولا للاستحواذ الفئوي والمناطقي وكل شكلٍ من أشكال النفوذ الأيديولوجي، فالأجدر بنا هنا أن نقول لا لجماعة أيديولوجية أصولية ومصنفة كجماعة إرهابية لن نجني من توليها مقاليد الحكم إلا صراعا طويلا ومُهلكا مع دول الجوار والعالم.