أحمد الجعدي

أحمد الجعدي

تابعنى على

بدء الربيع ينثُّ بقلا

Sunday 17 January 2021 الساعة 05:46 pm

كلما حلّت الذكرى المأساوية من يناير والتي تراهن عليها كثير من القوى المملحة بحقدٍ أسود، المدفونة بين أكوام المخلفات، تتبادر للذهن قصيدة الشاعر الكبير عبدالله البردوني "فنقلة النار والغموض" الذي راهن ونراهن معه أيضاً أن كلّ هذا النار والغموض ما هو إلا مقدّمة لربيع قادم سيأتي:

أتراه حسماً؟ ربما

بدء الربيع ينثُّ بقلا

هكذا انتظر أبناء الربيع جنوبهم، لكن كل ربيع في الجنوب كان بقلاً وحسب، وكأنها سنوات لعب الزمان بمناخها، حتى ظهر للجميع أن الربيع لا يأتي إلا بصلح، وتسامح يطوي مراحل مثّلت فشل المناخ الذي عانى الجميع من ظروفهِ وقساوته.

وبالرغم من أن جيلاً جديداً نشأ بمزاج ورؤى جديدة، لا يحمل كل تلك الأسباب التي أقتتل بها الرفاق، إلا أن المراهنين مستعدون لتغيير ذاك المزاج بالمال والآلة الإعلامية الممولة، خصوصاً تلك الأيديولوجية التي تراهن على إنعاش مشروعها الخاص بتمزيق المجتمع الجنوبي من خلال إعادة صياغة جديدة لمكونات الصراع البائد.

بالمقابل هناك من الجيل الجديد الذي أشرت إليه آنفاً من قدّم تضحياتٍ كبيرة وما زال مستميتا في إجهاض أي فكرة تحاول أن تهدم مبدأ التصالح والتسامح الذي لو دعي إليه نبي لأجاب، فما بال الرعاع تسوؤهم فكرة أن يطوي النّاس صفحة من الماضي لم يكن لأبناء اليوم يد فيها؟

إذاً هي مثل كل عام، موسم ينزل كل بائع ببضاعته، ويعرضها لكل شارٍ حسب ذوقه، وفي كل سنة يزداد ثمن المبدأ العظيم والسلعة الشريفة، والتاجر المحتال مثلما يقول المحظار: ترجع الفايدة عنده خسارة والبضاعة تدل مسكين مديون.