أحمد الجعدي

أحمد الجعدي

تابعنى على

واقع على ما يرام

Thursday 28 January 2021 الساعة 05:32 pm

ليس بالضرورة أن تكون للآخرين نفس وجهة نظرك عن الوضع في البلد والتي دائماً ما تبدأ حديثك عنه بالتأفف وإطلاق الزفرات التي يُفهم من خلالها كم أنت مستاء يا هذا، وكم هو سيء الوضع الذي نعيشه.

يبتسم الزنداني أمام الجموع ويعدهم بدولة الخلافة ويرى في الهرج والمرج إرهاصات قيامة قيامته، هو الله التي يرددها حسين العزّي كل ليلة كمحفّز إيماني على أرضية ملطخة بدماء اليمنيين والتي يرى من خلالها أنّ الله ينزل من عليائه مؤيداً لصوص وقتلة المسيرة، ويرى معتوه من أفراد المقاومة كان من مقاومة جنوبية أو مقاومة شمالية والناس تبتعد عن طريق أطقمه وفي هتافات النّاس له أو وهم يشيرون له بالبنان ومن يأتون للتحكيم عند حضرته يرى واقعاً عظيماً لا يمكن أن يتنازل عنه مهما كان.

ويرى العاطل عن العمل، اليائس من الواقع، المُفرغ من الأحلام والعواطف، يرى في الحرب وظيفة شاغرة أو عدالة يمكن من خلالها أن تتساوى مأساته مع آخرين حالفتهم الحظوظ أو ساعدتهم الواسطة أو قربتهم الشهادة، يرى العدالة في كون الجميع مثله، كل النّاس مثله، عاطلين عن العمل أو لصوصاً محترفين باسم الإنسانية والحرب.

كلّ لديه حسابته، وكلّ يرى الحق معه، وكلها برمّتها أمور نسبية لا يمكن أو لا يحق لأحد الجزم بها، لكن إذا ما نظرنا للواقع بحيادية، عندها فقط سنكتشف أن جميعنا لصوص وقتلة إن تطلب الأمر ذلك، نحن متشابهون إلى حدٍّ كبير، وإن وضعتنا الأيام بنفس المواقف التي وضعت بها الآخرين سنصنع مثل الذي صنعوا.

وحدهم الخونة استثناء لا يشبههم أحد.