أحمد الجعدي

أحمد الجعدي

تابعنى على

لماذا أفتى الحزمي بكفر أرسطو

Sunday 31 January 2021 الساعة 05:53 pm

غرّد بنكتة ليضحك بها القوم، وهو قرار استثنائي منه، ولحظة هي استثنائية أيضاً، لكن ولسوء حظ اليمنيين، يوم أن قرر أن يخرج عليهم بنكتة، في ظل الجفاف الفكاهي، حاول أن يتقمّص دور عادل الإمام بدور ذاك الإرهابي الذي حول الفتوى لنكتة، وبخلافه أخرج الحزمي النكتة على شكل فتوى، فأصدر من خلالها حكماً قطعياً بكفر أرسطو.

ولأنه أرسطو، قلتُ له اتقِ الله، فما كان منه إلا أن رفع يديه للسماء حتى رأى من كان حوله شعر إبطه وقال: يا رب يحشرك مع أرسطو، ومع هذه الدعوة غير المستجابة، للأسف، قلت خلفه مؤمناً: ولا أن يحشرني معك والزنداني، إنّه تكفير مجاني قام بتعزيزه بآيات من القرآن أنكر عليه وعلى طريقة استدلاله القاصي والداني.

عدت مرّةً أُخرى لأسأله؛ لماذا وعلى أي أساس تصف أرسطو بالكافر، فرد عليّ (والمشكلة الثقة المطلقة التي تعلو خطابه) قائلاً: كل من لم يؤمن بدعوة النبي فهو كافر، وعزز كلامه بآية، أخبرته أن أرسطو ومعلمه افلاطون وسقراط سبقوا النبي بقرون.. ثم من باب الدعوة إلى الله ذكرته بالعودة وطلب المغفرة منه سبحانه ثم من النَّاس، ولكنه أعرض واستكبر، مصمماً أن يصليه سقر.

ولأنه لبنٌ مسكوب لم يبد عليه الندم، صحيح (المسيكين إرتبش) لكن ما تعلّمه في جامعة الإيمان من إصدار الفتاوى هكذا خبط عشواء مثلما يقول زهير من تُصب تُمته ومن تُخطأ يعمّر فيهرمِ، تلك الطريقة أهلته بأن لا يندم بعدها.

أخيراً:

لا يوجد سبب وجيه ولا إجابة منطقية عن السؤال:

لماذا قام الحزمي بتكفير أرسطو؟

لكن:

لو أن الحزمي خازن النّار 

قد ربما في جهنّم تكثر الأخيار