كل يوم تثبت لنا مليشيا الحوثي أنها أحقر العملاء في طابور طويل لا ينتهي من جماعات الإسلام السياسي في اليمن الذين لم يتركوا معصية وطنية وإنسانية إلا ارتكبوها خدمة لمشغليهم "أسيادهم الممولين الآمرين". فقد تعلمنا خلال هذه العشرية السوداء "2011- 2021" من هم الأعداء الفعليون لليمن واليمنيين، وتعلمنا أيضاً كيف باعت الجماعات الإسلامية وبقايا اليسار الوطن والمواطن، وما زالوا يمارسون غواياتهم بتلك الشعارات الكاذبة التي رفعوها وما زالوا، ومعها قلبوا الحقائق وغرروا بالبسطاء بل غرروا بساسة وشخصيات كنا نراها ذات يوم كبيرة.
خلال عشر سنوات سوداء دشنتها جماعات الإسلام السياسي في اليمن ممثلة بجماعتي الإخوان -حزب الإصلاح- والحوثي الإرهابيتين، وصلنا فيها لاستنتاج وخلاصة واحدة لا ثاني لها، وواجب مقدس لا حياد عنه، وتتثمل تلك الخلاصة والهدف في أننا كشعب ملزمون بأن نعلم أولادنا كرّه إيران ثم إيران ثم كرّه الكيان، نعلمهم أن الصراع معهما وجوديّ وأن إيران الفارسية مهما اختلف نظام حكمها ستبقى عدوا تاريخيا سبق عدوان الصهاينة بمئات السنين.. وأنها وكل دولة تمول الإخوان ينظرون لليمن ملعبا خلفيا لهم، ومفتاح استقرار أمنهم وتطورهم وتقدمهم هو في خلق جماعات إرهابية في الداخل اليمني تعمل على إضعاف اليمن وتحويله لساحة صراع بالوكالة عن طهران والدوحة وأنقرة.
سنعلم أبناءنا أن الخليجيين وخصوصاً الإمارات والسعودية ليسوا أعداء لنا، فهم عمق لنا ونحن عمق لهم، سنعلمهم أن التاريخ علمنا مهما اختلف عملاء طهران والدوحة، أتباع الخميني والبنا فإنهم لن يختلفوا ابدا على عدائنا، واضعافنا والعمل الدؤوب على تشظينا وعدم وحدتنا كيمنيين عشنا بسلام وتعايشنا بوئام مع بعضنا البعض، شمالاً وجنوبا، شرقا وغربا، رغم الأخطاء والتظالم البيني في حالات معينة، ومددنا يدنا ومدت لنا الأيادي من محيطنا الخليجي، سنعلم الأبناء والأجيال القادمة أن الشعوب تُقهر وتُذل إذا تفرقت واختلفت أهواؤها وهو هدف جماعات الإسلام السياسي، سنعلمهم أن حب الأوطان شعبة من شعب الإيمان وشرف لا يناله جبان.
وسنجعلهم يعرفون سمات وعلامات الذيل المليشاوي المرتزق الذي يحارب شعبه من أجل إيران والذيل الذي يستميت في الدفاع عن حاكمية الإخوان، مهما لحنوا بالقول، وتلبسوا بالدين.