صالح علي الدويل
إسرائيل في مقابلة الزبيدي والمعيار الإخواني للتطبيع
فلسطين لا حررها الصقور الممانعون ولا خذلها المطبعون ولن تحررها العواطف الشعبوية مهما كانت جياشة وحارة وصادقة، هذه حقيقة اثبتتها طبيعة الصراع مع اسرائيل طيلة العقود الماضية.
وأصبحت قضية فلسطين ليست قضية وطن محتل وأماكن مقدسة محتلة بل "عنوان مقدس" لتصفية الخلافات العربية العربية أو الخلافات الاسلامية العربية واتخذتها كل الاحزاب القومية والوطنية والاسلاموية "قميص عثمان" للوصول إلى غاياتها ولم تُستثن المنظمات الفلسطينية ذات الشأن.
أكد رئيس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، في لقائه التلفزيوني، أن ليس لديهم علاقات ولا تواصل مع إسرائيل، وإن فعلوا ما هي المشكلة؟ أليس الآن كل الدول فتحت علاقات مع إسرائيل؟، فتحولت هذه العبارة إلى فتح سفارة واستقبال سفير... الخ، وكأنه لم يبقَ على استعادة القدس وتحرير فلسطين ومحو (اسرائيل) من الوجود ورميها في البحر الا تصريح تلفزيوني من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي!
نحن أمة دولا واحزابا ينطبق علينا فقه الاستضعاف لا فقه الاستخلاف، ففقه الاستضعاف هو الذي تمارسه الدول العربية والاحزاب العربية كلها بلا استثناء يرافقه ضجيج فقه الاستخلاف.
وإخوان اليمن كسائر الإخوان يمارسونه في علاقاتهم الدولية لكنهم يجيدون استخدام استغلال وتوظيف مشاعر الناس ضد اعدائهم وانه لم يبقَ على بعث صلاح الدين محرر القدس إلا بيعة المرشد واتباع حركته فمثلا:
يباح لرئيس وزراء المغرب الاخواني ان يطبّع مع اسرائيل ولا يباح للامارات.
لماذا؟ اين وجه الخلاف في الموقفين؟
وجه الخلاف أن الإخوان يصنفون الإمارات عدوا وجوديا لهم بينما رئيس وزراء المغرب اخواني اين فلسطين؟
فلسطين وفقا لهذه المعيار الاخواني ليست قضية؛ بل؛ قميص عثمان اخوانجي يلبسونه لتحقيق اهدافهم وتصفية حساباتهم مع اعدائهم واستغلالها في الشارع العربي المرتبط عاطفيا بفلسطين... هذا هو التفسير!!!
يباح لقيادات الاخوان الحريصة على تحرير القدس ان تسكن في فلل في تركيا التي تقيم علاقة مع اسرائيل منذ تأسيسها ومتعاهدة معها بحلف تعاون استراتيجي وتدريبات عسكرية بينهما ولا يبعد سكنهم كثيرا عن السفارة الاسرائيلية لان تركيا تحمل راية تحرير فلسطين عبر وكالة الاناضول التركية!!! ولا يباح لبعض قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي ان تقيم في الإمارات فهي اقامة عند كفيل واقامتهم في تركيا عند قدّيس.. بايحرروا فلسطين!!
ويباح للقرضاوي زعيم تنظيم الإخوان ان يبدى سلوكاً عمليا حول التعامل مع إسرائيل يستقبل اليهود بمنزله في قطر.. وهذا ليس من التطبيع أو من التطبيع المباح، لكن لا يباح للسودان التي خرجت من عباءة الاخوان وممنوع ان يقول الزبيدي ليس لدينا علاقات ولا تواصل مع اسرائيل وان فعلوا ما هي المشكلة أليس الآن كل الدول فتحت علاقات مع اسرائيل، فتلك خيانة!!
وعلينا أن نصدق شعارات الاسلاموية اليمنية بحوثيتها واخوانجيتها بانها ستحرر القدس لكن لن يحرروها الا اذا احتلوا عدن والجنوب!
تقلّب من النقيض إلى النقيض واختلاف معايير ليس حرصا على فلسطين لكنه صراخ لعله يؤلب عواطف الشارع الجنوبي ضد مقابلة الزبيدي ليس عن العلاقة مع اسرائيل بل لانه قال بصريح العبارة حربنا مع الإرهاب مفتوحة ونمد ايدينا للسلام وقطع يد الإرهاب، والإرهاب ربيبهم المدلل، لذلك لجأوا إلى مشاعر الناس الدينية والقومية حول فلسطين وان ليس من هدف للزيارة إلا العلاقة بإسرائيل.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك