العميد ثابت حسين صالح
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ظلت دولة الجنوب حتى 22 مايو 1990 تحكم سيطرتها الكاملة على باب المندب، من خلال جزيرة ميون وغيرها من الجزر الجنوبية في البحر الأحمر وخليج عدن.. وتؤمن الملاحة الدولية عبر هذا المضيق الاستراتيجي المهم.
كانت لدى هذه الدولة قوات بحرية قل نظيرها في المنطقة.
اليوم تسعى كل من إيران، عن طريق الحوثيين، وتركيا عن طريق الإخوان، للسيطرة على باب المندب الجنوبي العربي وتهدد هذه الدول الملاحة الدولية.
صحيح أن قوات التحالف العربي قد تصدت لكل هذه المحاولات.. لكن الضامن الأكيد والوحيد هو استعادة دولة الجنوب.. خاصة أن قوى كبرى تحاول في نفس الوقت تدويل هذا الممر المائي المهم.
* * *
قدم الجنوبيون تضحيات جسام بدعم من التحالف، لتحرير وطنهم من غزوتي 1994 و2015م.
الغزوة الشمالية الثالثة للجنوب -التي سماها قادتها غزوة "خيبر" وقادها هذه المرة حزب الإصلاح وضباط ومشائخ من مأرب تحديدا-.. ضربت في الصميم أواصر العلاقات الاجتماعية والسياسية ورفعت من منسوب الكراهية والحقد، وألحق سفهاء مأرب والشمال وعصاباتها كسيف الشدادي وسعيد بن معيلي وعبدالرحمن المصري وغيرهم. ألحقوا إساءة بالغة عميقة بسمعة مأرب أولا وبمستقبل العلاقات مع الشمال بشكل عام.
لذلك لم يكن سهلا أو منتظرا من عامة الجنوبيين نسيان دماء أبنائهم وآهات أمهات الشهداء والجرحى والممارسات الاحتلالية والبلطجية والاساءات اللفظية والنفسية.
نلاحظ الآن الهوة السحيقة بين حسابات ومواقف السياسيين ومجاملات ونفاق بعض المحافظين من جهة، وبين مواقف وردود أفعال عامة الجنوبيين من جهة أخرى.
هناك سبب آخر أكثر منطقية وبساطة، كان على أولئك المحافظين فهمه وهو "يامفرق المرق أهل بيتك أحق".
جبهات الضالع والصبيحة ومكيراس أقرب وأحق، وبعد ذلك ممكن توزيع ما بقي من مرق على الجيران.
*جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك.