أحمد الشرعبي

أحمد الشرعبي

تابعنى على

هثيم الذكريات من أيام إب "21"

Thursday 18 March 2021 الساعة 06:09 pm

حب الظهور ومواهب الله في إخراج آدم من الجنة أخرجاني شبه مطرود من مدرسة النور بمدينة العدين التي أكملت فيها مرحلة الابتدائية ثم المعهد العلمي بمركز المحافظة، وهو الصرح الشامخ المؤسس على يد وجهد المربي الفاضل الأب والمعلم الفقيد أحمد علي الراشدي، ولهذه الفترة القصيرة من العمر مذاق وللنعسة في تخومها رواق. ولي عود إليها في سياق ذكريات مبعثرة وطلل بال.

لهذا المشوّق بحب الظهور ظهر قصم..!!

أولاني الأستاذ الراشدي عنايته.. راقه صوتي فأصبحت مؤذن جامع النور المجاور لمعهده وتزامن هذا مع إعجاب الأستاذ المصري المبدع محمد الفقي، وكان إلى جانب تخصصه في مادتي العربية والسيرة النبوية كتلة من مواهب وتجليات، فصرت رئيس تحرير الصحيفة الحائطية، وكان من بين أساتذتنا مدرس الفرائض العلامة الجليل عبد الله الحميدي وهو فقيه ينظم الشعر وله في الأدب باع وفي حركة الإخوان ذراع، رحمه الله.  

دارت الأشهر وغدت علتي في محار دواتي وبدأت الكتابة بموضوع لا أذكر عنوانه في صحيفة التصحيح على عهد رئيس تحريرها الشاعر المرموق محمود علي الحاج وهو ما شجعني على نشر موضوع آخر في صحيفة الجمهورية _التي رأس تحريرها_ أحد أعلام الصحافة اليمنية محمد السنيني_ عن مظلمة أقرباء وأخوة أعزاء في عزلة وادي حرد العدين، وللحرف عند حضور الدولة حروف!!

ثارت ثائرة المتنفذين وخرجت بندقية التشيك من معقلها وقرر المحافظ إلزام والدي -يرحمه الله- بإحضاري وكان يومئذ أحد المعتمد عليهم في حل النزاعات هو وصاحبه القاضي محمد النزيلي -رحمهما الله- أحدهما عن العدين والآخر عن ناحية حبيش وبينهما برزت حكمة وأناة القاضي عبد العزيز عيسى ورصانة وحنكة رئيس اللجنة الفرعية للتصحيح الأفندم حسين الخراشي، أحكم مصلح قبضته في خناق والدي ونجحت حبكة التحريض التي تتهمه بكتابة ما ينشر باسمي.

ليس في الوقت متسع ولا في المحافظة مكان.. يحيى مصلح موجود يا ولدي موجود وانا لا أملك خيارا بين تأنيب الضمير بما الحقته بوالدي من نكاية وما استدعته مخاوفي من شظايا بندق العسكري النزق النزيه..!!

لا خيار غير الفرار وحيدًا كالسيف غادره النصل.

وعلى باب الله وسيارة البيجو ومن إب إلى صنعاء إلى لوكندة السلام في باب اليمن إلى أبواب اللجنة العليا للتصحيح إلى مكتب الأستاذ المناضل، الذي لا تجحد افضاله ولا تنكر اياديه ولا تنسى مواقفه ولا تعرف مكرمة إلا به الفقيد العزيز حسين المقدمي ولي عودة مطولة مجلجلة معه في مواقف أخرى.

عرضت للاستاذ المقدمي مظلمتي من يحيى مصلح وكان كلما تعثرت في الحديث استنفر طاقتي على الاستفاضة.. ذاك أن رجال الدولة يعرفون ولا يوصفون.

أكملت مرافعتي اللجوجة وهو مصغ بحنو واندهاش. واوصاني بالعودة صباح اليوم التالي ولم يغفل عن السؤال عما إذا كان لي قريب يستضيفني والاّ كنت ضيفه.

كان مقر اللجنة العليا للتصحيح بالحصبة خلية نحل وبيتاً من بيوت الله الحقيقية التي يوُذّن فيها لميلاد يمن جديد.

عدت في الموعد المحدد وألفيت المقدمي هاشّا تكاد شمس اليمن الجديد تطل من حدقة عينيه استقبلني وقد ارتسمت في محياه ابتسامة بشرى.. لا تخف نحن إلى جانبك.. وسلمني مظروفين، قال: هذا للمحافظ وهذا لك.. قل كلمتك ولا تتهيب. ولم يكن المظروف الخاص بي غير ألف ريال سماها مصاريف سفر.!

*من صفحته في فيس بوك.