تقول القصة، إن أحد الأبناء كان يعيش مع أمه وهو ابنها الوحيد.
وبعد أن تزوج دخلت زوجته مع أمه الطيبة في مشاكسات دائمة بلغت حد أن الرجل عجز عن السيطرة على خلافاتهما الدائمة.
وأخيراً خيرته زوجته الشريرة بين الطلاق أو التخلص من أمه.
وقد اختار الإبقاء على زوجته الشابة الجميلة، لكنه احتار في كيفية التخلص من أمه، فدبرت له زوجته طريقة شريرة للتخلص من الأم بأن يأخذها إلى الغابة ويخترع أي عذر لتركها والعودة، وهناك ستأكلها الوحوش ويتخلص الزوجان منها.
نفذ الزوج الخطة البغيضة وخرج بأمه مسافات بعيدة في عمق الغابة، ثم تعذر لها بأنه سيغيب عنها قليلاً لقضاء حاجته والعودة إليها، لكنه لم يعد.
وبعد ساعات طويلة من الانتظار مر بها أحد الناس ووجدها تبكي بحسرة وقلق، وعندما سألها عن سبب بكائها قالت له:
لقد ذهب ابني في الغابة لقضاء حاجته ولكنه لم يعد منذ ساعات طويلة، وأخشى أن تكون الوحوش قد افترسته.
والعبرة هنا لا تحتاج إلى استعراض..
اخترت هذه القصة في اليوم العالمي لعيد الأم أهديها إلى كل قلب يخفق بالمحبة والحنان، ويمتلئ بالرحمة والشفقة، ويحمل بذرات الأمل وبراعم الأمومة النقية والإنسانية الرفيعة.
كل قصائد الدنيا التي قيلت عن الأم، وكل مقالات التبجيل والإجلال التي كتبت عنها، لا تساوي ساعة قلق ولا دمعة حزن ولا تنهيدة طمأنينة بعد خوف ولا سهر ساعة على الابن المحموم ولا تعب ساعة في إعداد وجبة الطعام على مدى عشرات السنين.
ولا نتحدث عن أتعاب الحمل والولادة والرضاعة والتنشئة ومتابعة التربية والتعليم وكل ما يتخللها من أتعاب النهوض المبكر والتلبيس وإعداد الحقيبة المدرسية، والغسل والتنظيف و... و... ما لا يعد ولا يحصى من العطاء الأمومي اللا متناه لكل هذا الدفق من العطف والحنان والأمل والمحبة والصدق والبراءة.
ولروح أمي الحبيبة الخالدة في وجداني ما حييت ألف تحية وسلام وألف باقة ورد وإكليل من القبلات تقديراً وحباً وتكريماً وعرفاناً.
وأبتهل إلى المولى العلي القدير أن يرحم أمي وكل الأمهات ويغمرها بمغفرته ورضوانه ويجمعها بوالدي الحبيب في رحاب جناته الفسيحة.
وكل عام وكل الأمهات بخير وصحة وسلامة وسلام.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك