د. ياسين سعيد نعمان
الإحساس بالألم محركاً للتحرر من التبعية والطغيان
لا تترك هموم الدنيا تبتلع إرادتك.. الحياة رغم الصعوبات التي تقذف بها في طريقك تظل مليئة بكثير من الأشياء الجميلة..
الإحساس بالألم من بين تلك الأشياء الجميلة التي تعد محركاً لنشوء الإنسان وتطوره.
لو فقد الإنسان الإحساس بالألم لتجرأ عليه الأنذال والأوغاد والهوام، ولغرق في بلادة التبعية للطغيان.
الإحساس بالألم يتفوق على كل ما وهبه الله الانسان من مدارك..
فبواسطتها تنتظم حياة الإنسان في علاقته بمن وبما حواليه، وبواسطتها يتحرر الانسان من الطغيان بأشكاله المختلفة، وهي أس الإدراك العقلي والوجداني في التعامل مع الخيارات التي تعرضها الحياة اليومية.
فالخيار الذي يحركه الألم لا بد أن يكون أكثر الخيارات استجابة للوعي بالحاجة إلى احترام القيمة الانسانية التي تقوم على حقيقة أن الاحساس بالألم هو الجسر الذي يوصل الانسان بالعالم، ويصبح معها محركاً للفعل البناء والمسؤول، لا الفعل الانتقامي والهدام.
الألم قيمة إنسانية تم بواسطتها إصلاح ما اعوج من الحياة في كثير من التجارب البشرية، وفي أخرى جرى العكس.
في الأولى تم توظيف الألم للبحث عن الطريق المفضي إلى سعادة الانسان بعيداً عن "رذالة" الحماقة وأنانية الغضب، وفي الثانية غرق الألم في حماقة الغضب وخسر بعده القيمي وقاد إلى الكوارث.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك