فضل الجعدي
طريق الحل الدائم والسلام المستدام مرهون بحل قضية الجنوب
في بلاد واق الواق (اليمن)، الكل يبحث عن المدينة (الفاضلة) دون البحث عن الطريق التي توصل إليها.
الكل يرى الهدف ولا يبحث عن وسيلة الوصول إليه..!
* * *
تجري في النهر مياه كثيرة، معارك ومفاوضات ومبادرات ومؤامرات أيضا، ونحن جزء من بعض هذا وهدف لبعضه.
وتبقى القضية الجنوبية هي الركيزة والمحور، وبدون الجنوب وقضيته لن يكون هناك حل دائم ولا سلام مستدام.
* * *
سخروا كل إمكانات الدولة العميقة بحرسها وعسسها وقوتها وسطوتها للنيل من القضية الجنوبية، لكنهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
وبقيت القضية صامدة صلبة محروسة بالشعب والتضحيات.
فكيف سينجحون اليوم وقد صاروا هشيماً تذروه الرياح؟!
* * *
أي مفاوضات أو حوارات تستبعد تمثيل الجنوب وقضيته لن تؤدي غرضها في إحلال السلام الدائم.
لا بد من التعلم من الأحداث، فالجنوب ليس كياناً يمكن تهميشه واقصاؤه، لكنه شعب حدد خياراته ولن يقبل بممارسات تغييبه أو يتعاطى مع أي نتائج لم يكن حاضراً في تشكلها.
* * *
لم يعد مستساغاً الحديث عن الدولة من قبل أدوات وصل بها الأمر إلى نهب رواتب بالمليارات، وعجزت وهي في سدة صنع القرار حتى عن بناء قسم شرطة، وكانت أحد الأسباب الرئيسية في صناعة الفوضى والاختلالات الأمنية.!
* * *
بعد النفير كله، بعد قض تعز وقضيضها، والهليلة وخصم مرتبات الموظفين وجمع التبرعات، يفاجئنا قائد محور تعز مبررا سقوط الجبهات بسبب رقم هاتفه الذي استخدمه الحوثيون وأمروا قادة الجبهات بالانسحاب، منتحلين اسمه وصفته، كما قال.!
فهل هذا جيش أم جروب واتس؟!.
* * *
استعاد الحوثي مواقعه في الجبهة الغربية لتعز واسدل الستار عن تقدمات ما يسمى بالجيش بكل الصخب الذي رافقها، في الوقت الذي يتم الحشد والتصعيد في أبين.
لا يحتاج الأمر لقرون استشعار لمعرفة مدى التنسيق المستهدف للجنوب وخوض معارك بعيدة كليا عن المعركة الأصلية المفترضة.
* * *
أحداث أبين ومهاجمة قوات الحزام هو عمل صدامي يهدف لإعادة الأمور إلى المربع الأول، متجاوزا اتفاق الرياض وشروط التهدئة وتقويض التوافقات التي شكلت على ضوئها حكومة المناصفة!.
* * *
قمع المتظاهرين الذين خرجوا سلميا للمطالبة بتوفير الخدمات في حضرموت جريمة مدانة ومرفوضة.
وعلى الذين أقدموا على ذلك أن يفهموا جيدا أن دماء الناس ليست مستباحة لأحد، وأن تلك التصرفات ما هي إلا اجترار مقيت لممارسات عصابات نظام يوليو الأسود البائد.!
* * *
تراكم الأزمات وعدم اتخاذ المعالجات لحلها سيؤدي بالضرورة إلى تفاقمها وخروج النتائج المترتبة عليها عن السيطرة.
من يعتقدون أنهم يستخدمونها كوسيلة لتركيع الناس ستنقلب ضدهم، ومن يستخدمونها لانتاج الفوضى سيكونون أول من يكتوي بنارها!.
* * *
نأمل أن تكون منحة المشتقات النفطية السعودية بادرة خير تساعد الحكومة على تحسين خدمة الكهرباء في العاصمة عدن التي لم يعد أبناؤها قادرين على تحمل المزيد من العذابات، وفي المحافظات الأخرى، وأن تكون بداية لعلاج الوضع الخدمي برمته.
* * *
تقديم النموذج الإيجابي في الحرب والسلم والسياسة هو أحد عوامل النصر والمعادل الذي يصنع الفارق بينك وبين خصمك لصالحك. وإن لم تستطع أن تقدم هذا النموذج فأنت غير جدير بالتغيير، ولن تكون إلا وجها آخر من تلك العملة التي تحمل في ناحيتها الأخرى وجه خصمك.!
*جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك.