سامي نعمان
نموذج مشرق من الضالع.. الاستثمار في التعليم والأجيال
أسست شركة عدن التعليمية المملوكة لمستثمرين من أبناء محافظة الضالع 5 كليات مجتمع تطبيقية في 5 مديريات ريفية بالمحافظة، إضافة إلى جامعة "خليج عدن" التي سبق أن تم إنشاؤها في مركز المحافظة قبل عامين، في خطوة تنقل التنمية البشرية الحقيقية إلى الريف.
الكليات تأسست في مراكز المديريات كالشعيب، وقعطبة، وجحاف، والازارق، والحبيلين، فضلا عن كليتين تحت التأسيس والاعتماد في يافع (كلية المفلحي، كلية يهر).
وتشمل الكليات تخصصات علمية مختلفة توزعت بين الصيدلة والمختبرات، مساعد طبيب، قبالة وتوليد، تمريض وعلوم إدارية وعلوم تقنية، وهي مجهزة بتجهيزات ليست مجرد تحصيل حاصل أو معمل يتم نقله من كلية إلى أخرى بغرض التقاط الصور واستكمال الإجراءات.
ربما لا يدرك كثيرون معنى افتتاح كلية مجتمع في مديرية معزولة ونائية مثل الأزارق أو جحاف غالبية أهلها من المزارعين الفقراء الذين يعيشون حياة بدائية ولا يجد كثير منهم الإمكانية لتعليم أبنائهم خصوصا بعد الثانوية، كما لا يجدون المدارس القريبة لاستيعابهم، وكثيرون لا يجدون القدرة على مواصلة التعليم الأساسي ناهيك عن العالي.
بحسب مصادر في وزارة التعليم الفني، فإن الكليات جهزت بشكل متميز، وتنافس وربما تتفوق على كثير من نظيراتها في مراكز المحافظات بما فيها عدن.
والأجمل أن الجهات القائمة على الكليات قدمت نموذجا في المسؤولية الاجتماعية والمهنية تجاه المجتمع، إذ افتتحت اقساما في بعض الكليات رغم أن الملتحقين بها أعداد محدودة لا تكاد تفي الرسوم المتحصلة منهم لتغطية تكاليف العملية التعليمية.
وإضافة لذلك هناك التزام تجاه الطلاب محدودي الدخل، ومنح مجانية.
يرأس مجلس أمناء الكليات الأستاذ الدكتور محمد الشعيبي الذي أشرف على تأسيس الكليات وتجهيزها واستكمال إجراءات اعتمادها قانونيا.
خطوة جبارة أقدم عليها أبناء المحافظة، ونشر التعليم في أي مديرية من البلاد يعتبر عملا عظيما يستحق التقدير والثناء والتشجيع..
يبقى التحدي في تعزيز قدرة هذه الكليات على الصمود واستمرار دعمها، مع ضرورة الاهتمام بالتعليم في المستويات الدنيا، التعليم الأساسي والثانوي، بحيث لا تكون هناك مستويات تعليم ما بعد الثانوية متاحة في مجتمعات مخرجات الثانوية فيها محدودة.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.