بغض النظر عن الاتهامات المتبادلة والتبريرات... "الجيش اليمني" لم يقاتل الحوثيين قتال الحروب المتعارف عليه، بدءاً من دماج وانتهاءً بعدن.
باقتحام دار الرئاسة ومنزل الرئيس هادي 21 يناير 2015م كان جزء من ذلك الجيش قد انحاز للحوثيين، أما الجزء الآخر فقد رفع شعار لن "ننجر" وذهب قادة الإصلاح إلى صعدة لمقابلة زعيم الحوثيين، ولم تدافع عن الرئيس هادي حتى ألوية الحماية الرئاسية التي كان يقودها مقربون له.
في 21 فبراير 2015 وصل الرئيس هادي إلى عدن هاربا من صنعاء... حينها قرر حزب الإصلاح توزيع قياداته ونشطائه بين الرياض وعدن.
وفي 21 مارس كان الحوثيون قد سيطروا على كل من تعز واب والبيضاء ويستعدون لغزو الجنوب بهدف معلن "القبض على الرئيس الفار" وغير معلن وهو الحقيقي (القضاء على الحراك الجنوبي).
وحينها لم يقاوم الحوثيين إلا أبطال المقاومة الجنوبية، سواءً تلك التي قاومت الاحتلال منذ حرب 1994 أو تلك التي قاومت جماعات الإرهاب منذ 2011.
تمكن الحوثيون بمساعدة الجيش اليمني المتمركز في الجنوب من الوصول إلى عدن عن طريق تعز- لحج والبيضاء- ابين... فغادر (هرب) الرئيس عدن في 25 مارس متجها إلى المكلا، فالمهرة إلى سلطنة عمان ومنها إلى الرياض.
في منتصف ليلة 25 مارس انطلقت عاصفة الحزم (ضربات الطيران وغيرها).
بعد صمود الضالع وتحرير عدن والعند وطرد أو الاستيلاء على معسكرات الجيش اليمني في عدن ولحج والضالع وابين مطلع يوليو 2015، قرر حزب الإصلاح وحلفاؤه أن حربه ليست مع الحوثيين بل مع من سماهم "الانفصاليين" الجنوبيين، أي أن حربه ليست لاستعادة الشرعية إلى صنعاء بل لاستعادة عدن من أيدي المقاومة الجنوبية... وكانت سلطة "الشرعية" هي مظلته وضالته.
..."يتبع"
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك