فضل الجعدي

فضل الجعدي

تابعنى على

أمين صالح.. المناضل الصلب

Sunday 30 May 2021 الساعة 05:26 am

 الفقيد أمين صالح عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي من المناضلين الذين كان لهم شرف السبق في مواجهة نظام عصابات حرب 94 الظالمة ورفض النتائج التي ترتبت عليها.

 ومنذ ما بعد الحرب انخرط الفقيد في نضال سياسي مستمر، وواجه مع رفاقه كل أساليب القمع والمطاردات والاعتقالات بجلد وصبر، ولم يرهبهم ذلك عن مواصلة طريق النضال الرافض للاستبداد والظلم والإقصاء والتهميش الذي تعرض له أبناء الجنوب وكوادر الاشتراكي، بالاغتيالات والإقصاء من الوظيفة العامة وإحالة آلاف العسكريين والأمنيين إلى التقاعد القسري دون أي حقوق، والتنكر للشراكة وتحويل الجنوب إلى غنيمة تم تقاسمها بين أمراء الحرب.

كان الفقيد عضواً في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وأحد الكوادر الذين رمتهم الحرب في قارعة الطريق.

وكان من أصحاب تيار إصلاح مسار الوحدة الذي برز داخل الاشتراكي إلى جانب الأستاذ محمد مسدوس والمناضل حسن باعوم، بغية إجراء إصلاحات جذرية في مسار الوحدة التي تحولت إلى وحدة قوة وضم وإلحاق.

 وكان الفقيد صاحب رؤى وأفكار ومبادرات ظل يطرحها في كل مناسبة، ويسعى لتحقيقها رغم الأوضاع التي سادت والتي كانت تعتبر هذه الأطروحات خطراً يجب محاربته، ولذلك تعرض الفقيد للاعتقال أكثر من مرة، لكنه كان يخرج أكثر قوة وصلابة.

شكل الفقيد اللجان الشعبية التي نفذت كثيراً من الفعاليات والاحتجاجات السلمية وكانت بداية ثورة حقيقية ضد النظام وأدواته العسكرية والقبلية والدينية.

ولقد شعر النظام بخطر تلك اللجان التي حركت المياه الراكدة باعتبارها حركة شعبية ألتفت حولها الجماهير وخرجت ضد ممارسات الضيم والإقصاء والفيد، في أغلب المحافظات الجنوبية، فتم اعتقال قيادة اللجان الشعبية والزج بهم في السجون، وطالت الاعتقالات الكثير من القيادات والناشطين.

 وأمام القمع والمطاردات والتهديدات والاعتقالات أوقفت اللجان الشعبية نشاطها ومسيراتها وفعالياتها حفاظاً على الناس من سطوة الأجهزة الأمنية والعسكرية للنظام البائد.

لقد كان المناضل أمين صالح من نوع الرجال الذين لا يصيبهم الوهن أو يتراجعون عن ما آمنوا به، ولقد ظل في عطاء فكري مستمر في كل منعطفات الثورة الجنوبية، وكان أحد أبرز قيادات الحراك السلمي الجنوبي الذين تصدروا فعالياته ومسيراته النضالية، وقدموا كلما استطاعوا تقديمه لانتصار القضية الجنوبية العادلة، وأن رحيله يعد خسارة كبيرة للثورة الجنوبية التي كان أحد رموزها وفي طليعة أحداثها.

رحم الله المناضل أمين صالح وأسكنه فسيح جناته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك