د. عيدروس نصر
سقطرى وميون والحملة الإعلامية الإخوانية
ما تزال الحملة الإعلامية التي يكرسها الإخوان لترويج مقولة "الاحتلال الإماراتي لجزيرتي سقطرى وميون على أوجها، رغم كل ما أكدته المصادر الرسمية والموثوقة في الحكومة الشرعية وفي التحالف العربي بعدم وجود قوات إماراتية في الجزيرتين، وأن الجزيرتين تقعان تحت سلطة خفر السواحل اليمنية وقوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
يعلم الإخوة الذين يروجون هذه الإشاعات أنهم يكذبون على أنفسهم وعلى غيرهم من البسطاء الذين يصدقونهم، لكن مفردة "الاحتلال الإماراتي" بالنسبة لهم تعني شيئا آخر، وهو وجود قوات جنوبية في أي مكان يتحدثون عنه، فغداً إذا ما سمعوا عن فصيلة أو حضيرة من القوات الجنوبية في أي حارة في مدينة أو قرية في أطراف الريف الجنوبي، فهذا يعني أن الإمارات تحتل هذه الحارة أو تلك القرية.
تباكي الإخوان وإجهزتهم الإعلامية المتكاثرة والمؤثرة على سقطرى وميون ليس حبا في الجزيرتين، ولا خوفا عليهما من أي "احتلال"، لأن الجزيرتين ظلتا تحت الاحتلال منذ 7/7/ 1994م، لكن الاحتلال بالنسبة لهؤلاء يعني خروج الجزيرتين عن سيطرتهم وعودتهما إلى أهلها الحقيقيين، بعد ذلك لا يهم أن اختطفتهما إيران أو استولى عليهما الحوثيون أو تلقفتهما تركيا أو حتى إسرائيل، المهم أن لا تكونا بأيدي الجنوبيين الأهل الحقيقيين لكل أرض الجنوب بما في ذلك الجزيرتان.
وأخيراً هنالك حقائق لا بد أن يقر بها الإخوان وكل من يتحدث عن الاحتلال الإماراتي لأي بقعة في الجنوب وفي اليمن عموما:
1. إن أي قطعة من الأرض الجنوبية تم تحريرها لن تعود إلى هيمنة جماعة 7/7، وأي توجه نحو الاحتيال على هذا المبدأ سيواجهه الجنوبيون بكل السبل المشروعة.
2. نقول هذا لأن المناداة بعودة المناطق الجنوبية المحررة إلى قوات شرعية 7/7 تحت مسمى "الجيش الوطني" أو أي مسمى "شرعي" آخر، إنما سيعني جعل مصيرها نفس مصير فرضة نهم والجوف ومأرب ومديريات البيضاء الشمالية.
3. إن وجود قوات سعودية وإماراتية على الأرض اليمنية والجنوبية ليس أمراً سرياً، فهذه القوات جاءت إلى اليمن بدعوة من الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي، وهو الرئيس الذي ما لبث المتباكون على سقطرى وميون وغيرهما يرتكبون تحت اسم شرعيته كل ما لا يجوز وما لا يليق.
4. وأخيرا، إن التحريض والتحشيد وتعبئة الرأي العام تحت ادعاء تحرير سقطرى وميون الذي يشرف عليه ويموله من لا تزال ديارهم وقراهم ودوائرهم الانتخابية تحت السيطرة الحوثية، هو أمر غير مستقيم وغير منطقي ولا يستوعبه عقل ببساطة، لأن من لا يؤتمن على حارته وبلدته وديار ناخبيه، لا يمكن أن يؤتمن على مواقع تبتعد عنه مئات الكيلو مترات، وهي في أياد أمينة وموثوق في أهليتها ونزاهة قادتها.
والله ولي الهداية والتوفيق.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك.