من المهم لنجاح وديمومة السلام أن يشترك الجميع في صناعته، ولا يمكن إنتاج سلام حقيقي باستبعاد هذا الطرف أو ذاك أو تهميش هذه القضية أو تلك.
عملية السلام لا بد أن تكون شاملة وضمن إجراءات تضمن عدم إقصاء القضايا أو ترحيل حلها أو التمسك بقرارات لم تعد صالحة وتجاوزتها الأحداث.
* * *
يمتهنون التدليس والتزييف وقلب الحقائق ويضخون من مطابخهم القذرة تحليلات وأخبارا تحت عناوين مختلفة لمحللين وخبراء وهميين بغية التظليل وخداع الرأي العام وفي قضايا لا يجدي معها الكذب وسرعان ما تكشفها الأحداث وتجبها معطيات الواقع.
* * *
لم يكن الحوثي قويا إلا لأن الأدوات التي تواجهه ضعيفة ومخادعة وتمارس تجارة الحرب وعلى حساب معاناة الشعب.
ولعل احتجاجات أبناء تعز المحررة هي أوضح دليل على حجم فساد تلك الأدوات المهول واستخدامها كل إمكانات الشرعية للتسلط والنهب والاختطافات والقتل والسجون السرية.!
* * *
يواجه الناس تحديات المرحلة الراهنة بصبر وصمود، ورغم ما يكابدونه من عذابات حرب الخدمات جراء الممارسات اللا أخلاقية التي تقوم بها القوى المأزومة، إلا أنهم لم ينكسروا ولم يساوموا، وفشلت تلك القوى بمساعيها الهادفة لزعزعة إيمان الناس بقضيتهم.
* * *
إن الطريق إلى الدولة محفوف بالمكاره والمخاطر والتحديات الكبيرة، وإن أعداء مشروع الدولة الظاهر منهم والخفي لن يدعوا طريقا إلا وسوف يسلكونه لإجهاض أحلام واماني شعبنا.
ولذلك، فإن الجنوب قاطبة بثرواته وممراته وتضاريسه هو المستهدف الأول من ذلك العداء وليس مكونا بعينه كما يظن البعض.
* * *
يستخدمون ذات السياسات التي عصفت بالبلاد منذ وقت طويل وينهمكون بطريقة ساذجة في محاولات تقديم أنفسهم أوصياء على الجنوب وابنائه كما كان يفعل النظام البائد وأدواته، ولم يستوعبوا بعد أن هذه الاكليشة لم تعد تنطلي حتى على من لا يفقه ألف باء سياسة.!
* * *
كُسرت العزلة وهُزمت كل طرق الحصار والتعتيم الإعلامي والسياسي، وصارت القضية الجنوبية بكل أبعادها أمام الإقليم والمجتمع الدولي، وهو ما يستدعي تقديمها بصورة تليق بها وبممارسات تبين عدالتها بعيدا عن النزق والعدمية، وعن اي أقوال أو أفعال تتناقض مع أهدافها المشروعة وقيمها النبيلة.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك.