باتت تتملكني قناعة كالكثيرين، أن الصمت وكف البصر وتحاشي الخوض في الحديث عن ممارسات المحسوبين على الشرعية والتغاضي عنهم وعدم المكاشفة والمصارحة وتسمية الأمور بمسمياتها، سيؤدي الى تفاقم المشكلات وتزداد معه المعضلات والتعقيدات.
وعطفا على ما سبق فإنه يتحتم علينا القول بإن أجنحة علي محسن المتعددة هي المتحكم بقرار الشرعية وكل دواليب السياسة اليمنية والشؤون العسكرية، وهي تعمل بجهد وتتبع على إرساء دعائمها لترعى مصالحها وتحقيق طموحها، وهذا الأمر امتداد طبيعي لموقف سلبي دأب على المضي فيه وممارسته في مراحله السياسية والعسكرية.
وهذه الممارسات أضحت تشكل معوقا حقيقيا أمام النصر وعملية التحرير والإبقاء عليها مجازفة حقيقية من الممكن ان تقضي على الشرعية والسكوت عنها خيانة واستهتار بالاروح والدماء المسكوبة التي روت أرض الوطن من أجل التحرير والقضاء على المشروع الإيراني.
ومن هنا يبدو أن عدم الاكتراث بنتائج ممارسات علي محسن وجماعته داخل مؤسسات الشرعية، العسكرية والسياسية، على الارض وانعكاسها على وحدة المنضومة السياسية والعسكرية المكونة للشرعية ادى الى نتائج كارثية كنا في غنى عنها، لكنها اصبحت واقعا معاشا ونحتسي نتائجة كل يوم.
لذا يبدو أن الرئيس هادي لم يعد يقيم للشراكة السياسية وزنا، واصبحت قضية التحرير في موقع هامشي في سلم اهتماماته، واصبحت مصلحة علي محسن وجماعته الإخوانية همه الاول، واصبح ومعه ما تبقى من مكون الشرعية دائرا في فلكهم ويعمل جاهدا لتحقيق رغباتهم.
وهذا يعمل على اطالة أمد الحرب وتوسيع دائرة الصراع، وأصبح التحرير حلما بعيد المنال.