هانس غرندبيرغ مبعوثاً أممياً جديداً لليمن، مبعوثاً من الجنّة السويدية للجحيم اليمني، من الأمن والسلام هناك للخوف والحرب هنا، من البلاد المصبوغة بالأصفر والأزرق إلى بلادنا المتوشحة بالسواد والمصبوغة بالدم، بلادنا التي تلاشى أبيضها كتلاشي المروءة من وجوه رئيسها ونائبه ووزير خارجيتها وإعلامها إلى آخره، فهل يا ترى سيفهمنا ونفهمه؟
اليمن بحاجة إلى مبعوث أممي من الصومال الشقيق، الصومال الصديق، الصومال العتيق، الصومال الذي الذي يفهمنا ونفهمه، الصومال الذي يمثل ماضينا ويفهم حاضره، الصومال الذي يمكن بحجم تجربته أن يفهم سبب اعوجاج السنة الشرعية واعوجاج بنادقها وعكس الحرب عن مسارها التي لو لم تنحرف عنه ما وصلت اليمن لما وصلت إليه اليوم.
نريد مبعوثاً من الجحيم، محترقاً بالولادة والمنشأ، قادماً لنا من دركها الأسفل، يفهم لغة الموت والدم، يحس بصيحات الجرحى وحشرجة صدورنا الملتاعة بالفقد والخسران، نريد مبعوثاً متشرداً دون مأوى، دامي العينين والقدمين، نريد مبعوثاً قتلته الحرب ألف مرّة ثم يئس من محاولة الاستسلام وأخذ فرصته الأخيرة بالحياة وجاء بها لنا ليحقق ما فشل به في حياته السابقة، يأتينا بسلامٍ مكتمل وليس مائعاً تغطي به الشرعيّة سوءتها وتكشف به عن سوءةِ شعبها.
نريد مبعوثاً أممياً يحقق السلام ببندقه وجعبته!
بالنسبة لنا فقد أصبح رجلاً مثل "كيم جونغ أون" لوجو السلام في بلادٍ تحكمها جماعة الإسلام.
