عادل السبئي
تعز.. تكتل مدني أمام تحدي حزب الأزمات المفتعلة
يبدو أن لا أمل هناك ولا شفق يلوح في الأفق، وأصبح من الصعب علينا التكهن أمام انسداد الأفق بمستقبل مدني متعدد الثقافات والرؤى والمواطنة المتساوية.
وما كنا نحلم به بعد 11 فبراير تبخر وأصبح مجرد حلم جميل صعب التحقق في ظل جماعات دينية تصنعت الانفتاح بتزلف حتى وصلت إلى مبتغاها فتكشفت خفاياهم المعتمة وتوضح الكثير مما ظل غامضا في سلوكهم وطفا نفاقها على السطح فقلبت الطاولة على الجميع ونقضت الاتفاقات وصفت رجال المقاومة والجيش ممن يخالفونها الرأي والموقف وتفردت بالجيش والأمن، وأثارت الفتن وافتعلت الأزمات.
كل هذا في ظل غياب الجهود والمساعي من قبل السلطة الشرعية لاحتواء الوضع المتأزم وتوحيد وجهات نظر القوى السياسية ما يؤمن العمل الوطني المشترك ويقود إلى نصر، لا أن تعتمد رؤية جهة سياسية بعينها على انها تمثل الشرعية فتمارس سياسة الإلغاء والاحتواء مستخدمة أساليب المكر والخداع والكذب والاشاعات وتشويه الخصوم وشيطنتهم.
كما تستخدم ماكينتها الإعلامية المدعومة من دول إقليمية لها مصلحة منها وتعمل على توظيفها لخدمة مصالحها مقابل ما تدفع من أموال.
ويبدو أن الشذوذ السياسي وانعدام المسؤولية الوطنية وتقديم مصلحة الحزب والجماعة على أي اعتبار آخر أدى إلى هذا الكم المتراكم من الاختلالات والفساد والهزائم واهتراء وتآكل مؤسسة الشرعية وتصدعها.
وأمام هذا الشذوذ والجنون السياسي تبخرت مساعي القوى السياسية خلال السنين الماضية أمام الطموح الكبير لجماعة الإخوان لتحقيق حلمهم المنشود وأصبحت إمكانية لملمة الأمور وعودتها إلى نصابها في حدودها الدنيا اذا لم تكن منعدمة.
ويبدو أن هناك توجها بعد ظهور بوادر تدشن لمرحلة قادمة شديدة القتامة وتأطير لصراع عسكري قادم اشد قسوة وفتكا ودموية من تلك التي مرت علينا عبر اعدادهم لقوات استعداد لاجتياح المناطق المحررة في الجنوب.
وعلى ما يبدو انهم أمنوا ظهورهم بتفاهمات سرية تقودها دول ذات نفوذ وعلاقة مع الحوثي والإخوان أيضا، الأمر الذي حدا بهم لإدارة ظهورهم لهم وتوجهوا نحو الفريسة الأسهل، فبدت النزعة العدوانية في سلوكهم وتصرفاتهم فنزعوا نحو المواجهة وقتال رفاق السلاح بسلاح الدولة ما ادى إلى نزيف شديد في جسد الشرعية وتصدعات عميقة في صفوفها وتحويل النزاع وطبيعة الصراع من استعادة الأرض من الحوثي إلى تحرير المحرر في الجنوب ما خلق مناخات سيئة بينية وجوا مشحونا من عدم الثقة وشكا من نية مبيتة.
وما زاد الأمر تعقيدا هو منح الإخوان غطاء عسكريا وسياسيا واسعا ما أدى إلى تغلغلهم داخل مؤسستي الرئاسة والدفاع.
ونحن هنا نحتاج إلى توصيف دقيق وواضح لطبيعة المرحلة الراهنة والعمل على ايجاد رؤية مشتركة لكل القوى المدنية الرافضة للتغلغل الإخواني داخل مؤسسات الشرعية وسبل مواجهتها ومجابهتها واستخدام كل الوسائل والطرق الممكنة.
بمعنى أننا نعمل على خلق مقاومة وطنية سلمية ضد المشروع الإخواني والحد من نفوذه وتغلغله داخل مؤسسات الشرعية المدنية والعسكرية وتجفيف منابع الاثراء الحزبي والاثراء الشخصي وتكوين الذات على حساب الجوعى والمحرومين وانتصارا لدماء الشهداء الذي سقطوا دفاعا عن الوطن لا دفاعا عن حزب الأزمات المفتعلة.
وعلى ما يبدو أن هناك صحوة شعبية وتوجها وتحركا على الأرض تجسدت من خلال المظاهرات والمسيرات في الشارع التعزي لمجابهتهم شاركت فيها الأحزاب والنقابات تحت مكون سياسي هو التكتل المدني (تم).