سمير الصنعاني
من صنعاء إلى بيروت.. حيثما تقع الكوارث ويحل الجوع ستجد إيران!!
من صنعاء الى بغداد، مرورا بدمشق، وصولا إلى بيروت، ثمة مشهد بات اوضح من الواضحات، وهو انه حيث تتواجد ايران واذرعها ودعمها يحل القتل، والدمار، والخراب، والجوع، وفشل الدولة، وتفشي الفساد، وترسخ التطرف المذهبي، والعنصرية، ونظام القمع والاستبداد الذي لا يختلف كثيرا عن نظام الملالي وولاية الفقيه في إيران.
في دولة مثل العراق التي تعد في صدارة الدول ذات المخزون النفطي والتي تزيد ميزانيتها السنوية عن مائة مليار دولار ورغم مرور اكثر من 17 عاما على رحيل نظام صدام حسين وسيطرة المليشيات الشيعية التابعة لإيران، لا يزال العراق بلدا مشتتا ومنقسما وشعبه يصارع الجوع والفقر، وحكومات فاسدة تعجز عن سداد رواتب موظفيها رغم ما تدره مبيعات النفط عليها من دخل مالي، بل وصل بها الفشل الى عجزها عن اعادة بناء منظومة الطاقة الكهربائية وتوفير الكهرباء لمواطنيها على مدى هذه السنوات الطويلة، بل واستمرارها في شراء الطاقة الكهربائية من ايران، وهو الامر الذي يمثل احد ابرز اوجه السيطرة الايرانية التي باتت تسرق اموال العراقيين بعد ان دمرت بنيتهم التحتية وما التفجيرات التي طالت منظومات توليد الطاقة الكهربائية الا واحدة من صور التدخلات الايرانية اليومية لافشال أي مساع لبناء الدولة في العراق حتى ولو قادها اشخاص محسوبون عليها مذهبيا.
وفي سوريا نظام الاسد يواصل فتح الابواب امام مليشيات ايران لتعبث وتمارس كل ما يحلو لها تجاه كل مخالفي ومعارضي الاسد ورافضي التواجد الايراني والارتهان له، بل ان دولة مثل سوريا بكل مالها من اهمية وموقع جغرافي وجيوسياسي حولتها ايران الى كبش فداء قدمته لروسيا ونفوذها من اجل الحصول على اصوات الفيتو الروسي داخل مجلس الامن تجاه القرارات التي تتخذ ضد ايران وقياداتها.
اما لبنان فقد تحولت من دولة الثقافة والتنوع والتعايش الديني والمذهبي، وبيروت من عاصمة السياحة والثقافة والصحافة الى دولة فاشلة تعاني من ازمات انقطاع الكهرباء، وتكدس القمامة، وانعدام الادوية، وبات سكانها مهددين بالجوع بعد ان انهارت قيمة عملتهم المالية (الليرة) جراء ما شهدته البلاد من ازمات متتالية، ولعل آخرها الكارثة المتمثلة بتفجير مرفأ بيروت وما سببه من انعكاسات على لبنان افرادا ومجتمعا ودولة، وانتهاء بأزمة تشكيل الحكومة التي يعجز ساسة لبنان عن تشكيلها بسبب تعنت موقف حزب الله وحليفهم الرئيس عون.
اما اليمن فلا يختلف حالها منذ سيطرة المليشيات الحوثية وانقلابها على السلطة سبتمبر 2014م وما تبعه ذلك من اندلاع حرب ضروس لا تزال مستمرة حتى اليوم، وبحيث باتت البلد التي كانت موحدة، وتملك بنية تحتية الى حد ما، بلدا تمزقه حروب مليشيات الحوثي، واصرارها على فرض ارادتها وفكرها ومذهبها وايديولوجيتها التابعة لايران على اليمنيين.
بسبب انقلاب مليشيات الحوثي بات اليمنيون موظفين بلا مرتبات، وعاطلين بلا مساعدات، بعضهم مشرد خارج بلدهم، وآخرون مغتربون داخل وطنهم.
عاصمتهم تحولت من مدينة التعايش وعاصمة عربية الى مدينة معزولة لا شيء فيها سوى شعار الموت الحوثي، وصرخات القتل المليشياوي، وصور المجرمين والقتلة الايرانيين، ومظاهر العداء للعروبة والاشقاء، ومعالم العمالة المزرية لطهران الفرس وملاليها.
من صنعاء الى دمشق، ومن بغداد الى بيروت ثمة نغمة كاذبة تدعي انها تملك السيادة والاستقلال، وتدافع عنها، وتفتخر بأنها تصنع المسيرات والصواريخ، وتزعم انها ستحرر القدس وتزيل اسرائيل، تنادي بالموت لامريكا وتقتل شعوبها، وتلعن اليهود وتمارس لعنتها على شعوبها، وكل افعالها تكذب مزاعمها، فتبعيتها لإيران مذهبيا، وسياسيا، وعسكريا، تكشفها كل يوم يمر ويؤكد انها من مليشيات الحوثي الى الحشد الشعبي الى حزب الله كلها اذرع ايرانية، حيث توجهها طهران تتوجه، وحيث يريدها الحرس الثوري تكون، وحيث يأمرها ان تقتل تقتل، وحيث يقول لها ان تتوقف خدمة لمصالحه تتوقف.
باختصار.. المشهد من صنعاء الى بغداد ودمشق وبيروت مشهد كله اسى ودمار وخراب، واذا اردت ان تفتش عن القاسم المشترك لكل هذه الكارثة ستجد: نفوذا ايرانيا.. وغيابا عربيا.