العميد ثابت حسين صالح
قضية الجنوب وسيطرة برامكة الإخوان على الشرعية
لم تعد الحرب ل"إجبار الحوثيين على إنهاء انقلابهم وعودة الشرعية إلى صنعاء".. بل لإجبار الجنوبيين على التخلي عن مطلب استعادة دولتهم.
يا صناع القرار الدولي والاقليمي واليمني، الجنوب اتخذ قرار استعادة دولته عام 1993 وضحى من أجل ذلك ولن يتنازل عن حقه المشروع..
فإلى متى ستستمر هذه الحرب الظالمة ضده؟!
* * *
حينما حققت مقاومة آل حميقان والزاهر بدعم من جيرانها في يافع، انتصارات ملموسة على الحوثيين، سارع إعلام "الشرعية" إلى نسب هذه الانتصارات لل"الجيش الوطني".
وعندما انتكست هذه المقاومة راح ذلك الإعلام نفسه يحمل الانتقالي مسؤولية تلك الانتكاسة!!!
وهكذا هي "الشرعية" وستظل "داخلة في المكسب، بل آخذة المكسب كله، وخارجة من الخسارة".
* * *
كان من الممكن أن يستمر الجنوبيون في سلام ووئام وتوافق واتفاق.. إذ لم يتم تمكين "البرامكة" من السيطرة على القرار الرئاسي وشن الحروب المتنوعة ضد الجنوب وزرع الفتن بين الجنوبيين.
* * *
في منشور سابق استعرت تعبير "البرامكة" على طرف ثالث كان وراء زرع الشقاق والفراق بين الجنوبيين وعلى رأسهم الزبيدي وبين الرئيس هادي بعد انتصار عدن بأشهر قليلة.
أعلم أن الرئيس هادي ليس بقوة ولا بدهاء هارون الرشيد، ولا الإصلاح وأدواته بقوة وشجاعة برامكة الدولة العباسية.
غير أن المنهج والأساليب والوسائل والأدوات التي استخدمها حزب الإصلاح للسيطرة على القرار الرئاسي وعلى كل مفاصل سلطة "الشرعية" تشبه إلى حد بعيد ما سلطه البرامكة في ذلك الزمان الغابر.
ألا يعلم من يسمون أنفسهم أنصار هادي أن الإخونج ازاحوا أقرب المقربين إلى الرئيس هادي، مثل مدير مكتبه الدكتور محمد مارم الذي كان همزة الوصل بين المقاومة والرئاسة ليحل محله الإصلاحي الدكتور عبدالله العليمي؟
وكذلك تم إزاحة مستشارين مخلصين للرئيس كالشدادي ومحمد ناصر وتهميش آخرين، ثم إزاحة خالد بحاح ومحاولة اغتياله، ذلك الرجل الذي كان عامل توازن مهم بحكم حسن تعامله مع ملف الجنوب والمقاومة ومشاركته في تحرير عدن وارساء أسس استعادة المؤسسات ليصبح منصب نائب الرئيس بيد حزب الإصلاح وابن دغر في منصب رئيس الحكومة؟
وبذلك أحكم الطوق الكامل حول الرئيس هادي بعد أن أصبح الملف العسكري وحتى السياسي بيد نائب الرئيس والإداري بيد مكتب الرئيس الذي أضيف إليه التاجر أحمد العيسي.
وبات هذا الفريق بالنسبة لجنوبيي المقاومة ومن ثم المجلس الانتقالي استفزازيا بل وعدوانيا.
لعب هذا الفريق دورا تحريضيا وفتنويا ليس فقط بين الجنوبيين، فحسب، بل وبين عمودي التحالف السعودية والإمارات.
* * *
أثبت الجنوبيون أنهم رجال حرب وسلام ودين ووعي.
إنهم يفرقون بين الشمال كشعب وبين مراكز نفوذه الطامعة بثروات الجنوب، ويدركون الفرق الشاسع بين رجل الدين الزاهد العمراني -رحمة الله عليه- وبين مجرمي الحرب كالديلمي والزنداني.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك