فضل الجعدي

فضل الجعدي

تابعنى على

"الفقيه" مربياً ومناضلاً

Sunday 18 July 2021 الساعة 02:49 pm

منذ نعومة أظافرنا عرفنا الأستاذ النبيل الفقيد محمد مثنى الفقيه مربيا فاضلا وتربويا من ذلك الطراز الذي حفل بقيم الخير والمحبة والتسامح ونشر الفضيلة بكل معانيها السامية وما تقود اليه من وشائج الالفة والطمانينة في النفوس والعقول والقلوب وتهذيب النفس من نوازع الشر والانا والاحقاد والضغائن.

ولقد كان في مكانة عالية من الاخلاق والنزاهة والشرف ونظافة اليد واللسان والسريرة، قضى جل عمره في الحقل التربوي وكان من ابرز رجالاته ومؤسسيه في الضالع.

تتلمذنا على يديه اجيالا واجيالا، وتخرج من مدرسته اطباء ومهندسون وقضاة وقادة عسكريون وسياسيون ودعاة.

كما تخرج ايضا على يديه ابطال ومناضلون كثر.

فقد كان مدرسة تعليمية وتربوية ونضالية ودينية، علاوة على انه مثل احد اهم ركائز الضالع ومن وجاهاتها الاجتماعية التي يشار اليهم بالبنان.

اختط الاستاذ محمد الفقيه لنفسه خط الوسطية والاعتدال وكان الداعي الورع والخطيب المفوه والناقد الشجاع لكل الظواهر السيئة واتخذ المنبر للوعظ والارشاد بمنهجية المعلم والمربي وليس بطريقة الوصي والوكيل، وانتصر للعدالة الحقة ولقضايا المجتمع ولمظالم الناس.

وطوال تاريخه النضالي والتربوي كان عفيفا ونزيها وصوتا صادحا بالحق.

اتسمت مسيرته بالعطاء الكبير ورفع منسوب القيم والاخلاق وكان بسيطا قريبا من كل الذين احبوه ووضعوا له مكانة خاصة في قلوبهم بكل مشاعر التقدير والاحترام.

 واستمر شعلة لا تنطفئ من الجهد العبق بالمحبة والمضمخ بشذى الفضائل حتى توفاه الله.

لقد كان الفقيد من اشد المدافعين عن الحقوق واصلاح ذات البين والمدافعين عن العادات والتقاليد الحميدة ومكارم الأخلاق ووحدة المجتمع حيال كل المظاهر المسيئة لابناء الضالع وتاريخها ووقف وقفة المحارب ضد كل السلوكيات المنحرفة والبلطجية والتقطع التي هدفت لتشويه نضالات وتاريخ الناس.

وقد ابلي بلاء حسنا حين تسنم مسؤولية مدير عام مديرية الضالع وقدم الكثير من الخدمات والاصلاحات والمشاريع وحل القضايا العالقة وقدم صورة رائعة بكل امانة وشرف في ادائه وتعامله وصدقه ونظافة يده.

 وحين وصل مع السلطة الى طريق مسدود في كثير من المسائل المتعلقة بتقديم الخدمات للمديرية وابنائها لم يتردد لحظة واحدة في تقديم استقالته حفاظا على ماء وجهه وعلى قيم الصدق والاخلاص التي كانت احد سجاياه.

لقد خسرت الضالع برحيله هامة من هاماتها وركنا من اركانها، وصعدت روحه إلى بارئها نقية مترعة بالسمو والطهر، وخلف وراءه تاريخا مشرقا من القيم الخالدة التي لا تموت.

وسيبقى الفقيد حيا في وجدان وضمير الأجيال التي نهلت من نبعه حروف الابجدية والعلم والمعرفة ومكارم الأخلاق، وخالدا في قلوب الشرفاء.

لروحه السلام والرحمة والطمأنينة.

 وانا لله وانا اليه راجعون.

* من صفحة الكاتب على الفيسبوك