فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

أصل الولاية مأثورات مغشوشة

Monday 02 August 2021 الساعة 03:08 pm

تجهد العائلة الحوثية من أجل استعادة النظام الملكي الذي تخلص منه الشعب اليمني بثورة 26 سبتمبر 1962، وتتكئ على قولة الولاية التي ذُكرت في المأثورات المغشوشة، إذ لم تكن ثمة واقعة في غدير خم خصصها النبي محمد لابن عمه علي بن أبي طالب، كما ذكرت تلك المأثورات، التي طمست شهادة واحد من رجال علي، وهو حرقوص بن زهير السعدي، الذي قال إن علي بن أبي طالب في ذلك الوقت كان في اليمن.. وحرقوص هذا كان من المقربين لعلي والمخلصين له، وأبلى بلاءً قوياً في حرب البصرة أو موقعة الجمل ضد جيش عائشة والزبير وطلحة، ولم يفارق عليا إلا بعد أن قبل بنتيجة التحكيم في حرب صفين بين علي ومعاوية، حيث كان من الذين رفضوا نتيجة التحكيم، ورفعوا شعار لا حكم إلا لله.. وهم الذين عرفوا بعد ذلك بالخوارج.. انشق حرقوص بعد التحكيم، وصار من زعماء الخوارج.. ولأنه خارجي ردت شهادته، بل طمست، وتعرض للهجوم بسبب شهادته أو روايته تلك، وبعد نحو مائتين وخمسين عاماً لاحقه المؤرخ والمفسر الطبري برسالة هاجمه فيها وهو في قبره.

بناءً على مرويات مغشوشة تود العائلة الحوثية استئناف تجربة الحكم الإمامي الذي مات في العام 1962، باسم الولاية.. ومن الناحية العملية شرعت في تأسيس الحكم العائلي.. في الظاهر الآن: عبد الملك بدر الدين الحوثي المرشد الإمام القائد، الولي.. محمد علي الحوثي المتحكم بالمجلس السياسي الحاكم.. وزير الداخلية، ويدعى أمير الدين الحوثي.. وزير التربية والتعليم يحيى الحوثي.. رئيس الهيئة العامة للأوقاف- وزير الأوقاف- عبد المجيد الحوثي.. وغير هؤلاء الخمسة أهل الحكم والشد والربط هناك غيرهم كثير من نفس البيت، من ذات العائلة، فضلا عن ما تقتضيه الولاية لعلي وبيوت آل هاشم: المتوكل، شرف الدين، العماد، الأهدل، الجنيد، والخ.

تعتقد الجماعة، أنها تستطيع فرض هذا النظام، بحكم أن الجو قد خلا لها لتبيض وتصفر.. وهو اعتقاد مرده إلى ذات السبب.. أن الجو قد خلا لها.. لكن ما نستطيع الجزم به أن ذلك أمر مستحيل.. فهو نظام قد فات زمانه، بل إنه مبني على مرويات مغشوشة.. ولا الشعب اليمني يمكنه القبول بذلك حتى لو ضاعفت الجماعة نشاطها لتغيير ثقافته من خلال فعاليات التسويق الكثيرة: يوم الزهراء، يوم الشهيد، يوم قاسم سليماني، والهوية الإيمانية، والمسيرة القرآنية، فنحن ندرك أنها تستخدم هذه الخدع لتمرر ثقافتها الخاصة إلى رؤوس الناس ليغدوا أتباعاً لها.