الحوثي ليس قوياً بما يكفي لأن يتمكن من البقاء والتوسع طيلة سبع سنوات من الحرب، ولا يمتلك من القوة الاجتماعية ما يجعله يلقي الخطابات أمام حشود كبيرة أجبرها على الاستماع، ولا يمتلك من قوة للبقاء لولا سلاح قوي استطاع أن يستولي عليه بدهاء، ويستخدمه بشكل فعّال ضد اليمن والمجتمع، هذا السلاح القوي عبارة عن فشل كبير وفساد عظيم تسوقه الشرعية الفاسدة بقيادة هادي والأحمر وشلة الإخوان.
هادي والإخوان بما يمثلونه من فساد مهول واعتناق مشروع تدمير المجتمع، وعدم انتشاله من واقعه الرهيب المزري، وعدم التفاتهم إلى مسؤولياتهم، يشكّلون سلاحاً قوياً بيد الحوثي لضرب اليمنيين ومساعدته على تشظي المجتمع ووفاة أمل استعادة الدولة اليمنية.
ليس هناك سلاح أقوي بيد الحوثي مثل سلاح الخذلان والفساد الذي يمارسه هادي وشلة الإخوان، وليس هناك من سياسة قوية يمارسها الحوثي أفضل من سياسة هادي وشلة الإخوان في صناعة الهزيمة للجبهات وتحويل مردودها إلى بنوك تركيا، وليس هناك من وسيلة لإخضاع الشعب للحوثي أفضل من وسيلة هادي وشلة الإخوان.
هادي هو أداة قوية يستخدمها الحوثي لمحاولة كسب الناس واسترضائهم، بما يمثله هادي من نموذج للفشل في إدارة الشرعية، وبما يمثله الإخوان من فساد وابتزاز وخذلان للناس.
الحوثي يقول للناس إن البديل عنه هو خيار سيء، وإن هادي والإخوان نموذج لن يتمكن من إدارة الدولة إلا عبر الفساد والابتزاز، ينظر الناس إلى ما يفعله هادي والإخوان، فينتابهم الخوف وتنعدم فرص الأمل من قدوم معركة حقيقية لإنقاذهم من وبال الحوثي وتعطشه للانتقام، حينها يخنعون للحوثي ويسيرون في الشوارع مرغمين تحت يافطة "الولاية".
لم تستطع الشرعية في فنادق الرياض أن تكون النموذج الذي يترقبه الناس للقدوم وللتحرير، ولم تتمكن هذه الشرعية الموبوءة بشلة الفساد والانتهازية أن تقدم خدمات في مناطق سيطرتها أو تتمكن من الحفاظ على الاقتصاد وسعر الريال، وخفض الأسعار، والأعظم من ذلك أن تعجز عن التواجد في مناطق سيطرتها إلى جوار الناس الغلابى والمطحونين.
من الضروري أن تحدث عملية هيكلة للشرعية، وسحب السلاح الأقوى من يد الحوثي، لا بد من إعادة صناعة الشرعية من جديد من أجل خوض المعركة العسكرية والسياسية ووقف الانهيار الذي سببته شرعية هادي، وقطع يد الإخوان الملوثة بالفساد والدم.
إن إعادة هيكلة الشرعية سوف يسهم في وقف الحوثي عن غرز مخالبه في الجسد اليمني، سوف يسهم في إدارة المعركة بشكل صحيح وفق رؤية وطنية شاملة، سوف يسهم في استقرار الجنوب وتحرير الشمال، سوف يسهم في فتح الطرقات نحو السلام وإسقاط كل أشكال الدكتاتورية والخرافة والجهل المقدس.
