أحمد مفضل المهدي

أحمد مفضل المهدي

تابعنى على

انتهازية الإخوان وأكبر كارثة في اليمن

Friday 20 August 2021 الساعة 09:01 am

المسؤول إذا تحول إلى تاجر فهو لِص والتاجر إذا تحول إلى مسؤول في الدولة فهو فاسد ولا بد من الفصل التام بين التجارة والسياسة، لأن أكبر كارثة في اليمن أن أغلب مالكي المؤسسات التجارية وشركات الصرافة تجدهم مسؤولين في الدولة، كما أخبرني أحدهم.

 ولا تكاد تجد تاجراً إلا وهناك مسؤول شريك له أو مسهل له بمقابل مادي وهكذا من أكبر تاجر إلى أصغرهم.

وكذلك أغلب التجار تجدهم يزاحمون في العمل السياسي ويبحثون عن مناصب ولو شكلية لكي يضمنوا الربح دون كلفة.

وبهذا تحولت اليمن إلى عصابات متخمة باسم السياسة والأحزاب والجماعات والقبيلة... الخ.

* * *

من سيئات الإخوان أنهم كانوا معارضة للسلطة وحصروا كل المعارضة وأدواتها في أيديهم حتى وصلوا إلى السلطة ولا زالوا يمسكون بأدوات المعارضة الشعبية.

ولهذا الآن ترتفع الأسعار وتزداد الجرع والمآسي والفساد والفشل ولا يستطيع أحد أن يعارض أو يقول أي كلمة تجاه الوضع المخزي، ومن يتكلم سيقفز الإخوان وأدواتهم الأمنية والإعلامية لقمعه أو تشويهه واتهامه، وهكذا ستخرب البلاد ويتحطم الناس.

يفترض أن تتشكل قوى جديدة تقوم بدور المعارضة والمراقبة وتصحيح الوضع الحالي ومخاطبة السلطات المسؤولة.

أما هذا السكوت المريب فلم يحصل في تاريخ اليمن.

* * *

"الشرعية" عند المواطن هي سعر الخبز والبنزين والغاز وتواجد الكهرباء..

* * *

في الأزمات والكوارث يجب على ولي الأمر أن يحدد ربح التاجر ويضبط أسعار السلع الغذائية ولا يتركها لأهواء وأطماع التجار وجشعهم.

في اليمن التاجر يربح ولا يخسر ويربح أحياناً ٥٠٠٪، وهذا من الجور القبيح والاستغلال الواضح.

ولا بد من دور للعلماء والوعاظ وخطباء المساجد والإعلاميين في القنوات وإذاعات الراديو.

* * *

الأسعار نار بسبب ارتفاع سعر الصرف وزادوا ضاعفوا سعر التعرفة الجمركية، يعني كل شيء سيتضاعف بسبب الجمارك المضاعفة، والتجار يا فرحتهم كالعادة يرفعوا الأسعار قبل أن ترتفع ولا يمكن أن تنزل الأسعار ولو حصل ما حصل.

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: (التجار هم الفجار، إلا من بر وصدق).

وأما المسؤولون فقد أصابتهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم فأعمت أبصارهم ومحقت بركتهم وذهبت سعادتهم، حيث قال: (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشقّ عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتى شيئاً فرفق بهم فارفق به)..

* * *

هل تعلم أن سعر الطن القمح 208 دولارات وسعر الدولار المصرفي للقمح 440 ريالا يمنيا، يعني سعر الطن على التاجر في بلد الشراء 91520 ريالا يمنيا، يعني سعر الكيس القمح 50 كيلو جراما 4576، طبعاً الجمارك والضرائب على القمح صفر لا توجد.

 يبقى على التاجر النقل والربح والذي لا يزيد عن 10%، وهذا يوصل قيمة الكيس القمح من مخازن هائل سعيد أو فاهم أو الرويشان إلى 6000 ريال يمني، ولكن يباع في الأسواق بـ25000 ريال يمني بفارق 19000ريال يمني..!!!!

هذه الرسالة لمن يريد أن يفهم كم هي معاناة الناس وإعادة سعر الروتي إلى عشرة ريالات.

لا بد من الضغط على موردي القمح أو الدولة تورد القمح وتبيعه بدون فائدة وسيكون أرخص، أما إذا الدولة تتاجر مع التجار أو تستلم منهم مبالغ مقابل رفع الرقابة عنهم وتركهم يعبثون كما أرادوا فهذا شيء آخر.

علما بأن أسعار القمح بدأت بالانخفاض من هذا الشهر وباتستمر حتى نهاية موعد الحصاد..

*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك