د. فاروق ثابت

د. فاروق ثابت

"ابسط لنا الخير" وخلصنا من الشر يا الله!

Tuesday 31 August 2021 الساعة 09:28 am

وأنت تهمد إلى روحك متسللاً على غفلة منها إلى "يوتيوب"، تقع على أنشودة يمنية مجددة من التراث اليمني تنداح إلى قلبك مثل شلال من الماء البارد، تطير بك في الملكوت على بساط حب الله.

ما أروع التراث اليمني وأناشيده وخاصة تلك التي تناجي الله وتتغزل بروحه وتهيم بالنبي صلى الله عليه وسلم، لولا أن البعض يحاول إضفاء الطابع السلالي أكثر منه الرسالي على مثل هذه الأناشيد بصورة مسيئة.

"ابسط لنا الخير"، جعلت في القلب بسطة من البهجة والفرح، بصوت الطفلة الملائكية حماس الظبياني وسليم الوادعي، وجدتني لا إرادياً أعيد الأنشودة أكثر من مرة لاستماعها واغتسل بجمالها التراثي اليماني الزاخر اغتسال مسافر ظل طريقه تحت جحيم الضياع. 

للفن اليمني، أغانيه، أناشيده وتواشيحه، صبغة خاصة تؤكد أنه ليس إبداعا طارئا وإنما موغل تطور مع الزمن ليصل إلينا مكتملاً سائغا لذيذاً خالياً من الشوائب.

هناك الكثير ممن ينسب أول ظهور للفن اليمني والأناشيد الدينية لعصور الأئمة وخاصة نجل شرف الدين، وهذا غير صحيح، فالفن اليمني وجد منذ وجد التاريخ اليمني ودبت الروحانية الدينية فيه منذ المعبد السبئي في كل الدول اليمنية وحتى اليوم. 

بل وإنه من المفاجأة أن يشير باحثون عمالقة إلى علاقة الموشح الأندلسي باليمن ومن ثم التأكيد على أن أصل الأندلسي أتى من جنوب الجزيرة العربية كالدكتور الأنصاري ومحمد عبده غانم والفنان الراحل محمد مرشد ناجي.

واللافت أن كثيرا من ألحان الأناشيد الدينية حافظ عليها أجدادنا اليمنيون وخاصة أصحاب الكتاب كاليهود، ثم تغنى بها أجدادنا المسلمون وقد غيروا بعض الألفاظ بما يتناسب مع دين خاتم الأنبياء. 

لقد أسرتني "الرناع" السبئية حماس الظبياني بصوتها الخالد وهي تترنم للرب بمناجاة "ابسط لنا الخير"، فيما تحتشد حولها كل اليمن من واديها وجبلها ونهرها وبحرها وشجرها وصحرائها وشواطئها تكتظ بالخير الموار بحب الله واحتشد أنا معها باللوعة والشوق والحنين.

ابسط لليمن الخير يا الله، وخلصها من الشر والأشرار.