فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

جهاز الحوثي للتسلية والترفيه

Saturday 25 September 2021 الساعة 08:43 am

مأكل ومشرب جيد.. ملابس، وفرش نظيف.. عيادات طبية.. ملاعب كرة قدم وطائرة وسلة.. ومطابخ.. دورة مياه نظيفة.. كل ذلك قد تجده في أي مكان إلا في سجن، لكن سجن جهاز الأمن والمخابرات يختلف: (جهاز الأمن والمخابرات.. بين التعامل الإنساني والترويح عن النفس).

هذا الإعلان عن قصر التسلية والترفيه، كان الخبر الرئيسي لوكالة سبأ في صنعاء ليلة 23 سبتمبر، وقال مصمموه: إن الوكالة زارت هذا الجهاز المهم في العاصمة صنعاء، وخرجت بهذا التقرير المصور.. هذا الكفر نقلته عنهم كما كتبوه، وصوروه في وكالة سبأ للأنباء.

وفي الحقيقة ليس ثمة تقرير مصور، بل صور محض، عددها 12 صورة صورها مصور محترف بعدسة كاميرا عالية الجودة: صورة لغرفة يظهر داخلها دولاب ملابس صنعه نجار ذكي من خشب عالي الثمن، وسرير مبحبح يتسع لرجلين سمينين وامرأتين وثيرتين.. وصورة ديوان مقيل مفروش بفرش وطيئة ناعمة ليجلس عليها المعتقلون متكئين متقابلين.. وصورة عنبر منام للمسجونين، طويل، نظيف، مفروش، مسرور، لا يظهر على سررها الموضونة سجين كي لا يخرب التقرير المصور.. وصورة سجناء بملابس زرق يتجاذبون أطراف الحديث مع الزوار عبر جهاز، ولا يفصل بينهم سوى زجاج شفاف، وبالجوار يقف مخبر يسجل الكلام، وهذا ما فات على المصور المحترف، وفات على صاحب وكالة سبأ أيضا.. وبقية الصور: صور حمامات كأنها صحن قصر كسرى، ومطبخ مزود بشتى الأشتات الحديثة، وعيادة، ودكان لتنظيف الثياب البخار، وفرن للخبز أنموذجي، وملاعب مفروشة بالسجاد، وملاهي.. وزيادة في التغفيل يقول لك صاحب وكالة سبأ (جهاز الأمن والمخابرات.. بين التعامل الإنساني والترويح عن النفس)!!

يا له من تعيس عبدالحكيم الخيواني، ويا له من لعوب قاسم الشامي! أرادا تحسين الصورة القبيحة، والسمعة الرذيلة لجهازهما القمعي، فلم يجدا سبيلا لذلك سوى مصور محترف وكاميرا حديثة، ومشاهد خادعة.. أرادوا القول: معتقلاتنا غير، معتقلاتنا صممت وجهزت على هوى الزبائن، فلهم فيها ما يشتهون.. وللذين ينتظرون ما لم تر عيونهم، ولم تسمع آذانهم، ولا خطر في خاطرهم.

إن رئيس جهاز الأمن والمخابرات وأصحابه يشكون في ذكاء الناس.. يعتقدون أنهم بهذا العمل الفني قد حسنوا صورة العصابة الحوثية، وأنهم بهذا الفعل الفكه قد محوا من رؤوس الناس في اليمن وفي العالم قاطبة صور المعذبين، وصورة يوم العار (18 سبتمبر) في ميدان التحرير، وأنهم قد شككوا في شهادات الرجال والنساء عن الفظائع التي أقدم عليها جهاز الأمن والمخابرات.

بقي أن نذكر هنا، أن هذا الجهاز -الذي صدر يوم 31 أغسطس قرار بتكوينه- حل مكان جهازي الأمن القومي والأمن السياسي.. في نفس اليوم عين السيدان عبدالحكيم هاشم الخيواني رئيسا لهذا الجهاز، وعبدالقادر قاسم الشامي نائبا له.. وصمموا له شعارا مزدحما بأشياء كثير، لأنهم –على ما يبدو- قد أخذوا في الحسبان أنه سيكون مزدحما بالمعتقلين، وبالنساء المظلومات اللواتي اعتبرهن سيدهم عبد الملك أدوات العدوان الناعمة.. تأملوا في شعار هذا الجهاز الذي يجهز على اليمنيات واليمنيين: دائرة مكتوب في وسطها اسمه، وأسفل اسمه جنبيتين متقاطعتين، وفوقهما خطوط تملآن النصف الأسفل من الدائرة، وتحيط بهذا الجزء من الدائرة عشبتين و(عناقيد) بن، وفي الجزء الأعلى منها شعار الجمهورية اليمنية، وهذا ما أبقوه للجمهورية اليمنية.