يموت الحديث وتنتهي قيمة أي كلام مصرفي وجدوى أي تحليل اقتصادي عن كارثة الانهيار المتسارع لصرف العملة المحلية، حينما تعرف جيدا، أن أتفه صراف يعمل دون ترخيص بعدن، أصبح اليوم أقوى مصرفيا وأكثر معرفة ودراية بكواليس التلاعب والمضاربة بالعملة مما يسمى بالبنك المركزي اليمني بعدن بكله!
* * *
الجوع يهيمن على أمعاء الجميع ويطرق كل الأبواب مع تجاوز انهيار صرف العملة كل حدود التوقعات وبدء بعض التجار رفضهم البيع بالعملة المحلية بحجة أن الشراء بالدولار والسعودي.
ورئيس جمهورية الغفلة يدعو الشعب من منفاه الآمن بالرياض، إلى مساندة حكومته الهاربة بالمنفى المريح!
فهل وجدتم أكثر من هكذا تفاهة واستعباطا واستهبالا واستغفالا لهذا الشعب المنكوب من كل الاتجاهات، بينما التحالف مشغول بالاحتفال بوصول سفينة الدفعة الرابعة لما يسميها سذاجة، منحة نفطية سعودية لليمن التي تدفع قيمتها مسبقا بالدولار؟
يا رب كم جهدنا لنتحمل كل هذه العاهات دفعة واحدة؟
* * *
ثلاثة أيام من العذاب مرت على وصول سفينة الدفعة الرابعة لما يسمونها سخفا بالمنحة السعودية النفطية للشعب اليمني، إلى غاطس ميناء عدن الغارقة بالحر والظلام بشكل غير مسبوق.
ورغم كل هذا العذاب الجماعي، لم يجرؤ أحد على الاقتراب من سفينة سيدهم ومولاهم لتفريغ أي كمية إنقاذية منها لتغذية محطات الكهرباء وإنقاذ الناس من الموت بالحر القاتل، كون الجميع ينتظرون اليوم لعنة الاحتفال بشوائنا جميعا على شرف وصول هذه السفينة المعجزة.
نعم تخيلوا أن هذا الاحتفال المنتظر، هو السبب الذي منع تزويد المحطات بالوقود حتى نتجرع ويلات الحر والظلام طيلة اليومين الماضيين، ككرم انتظار لهذا الاحتفال المخجل بمعاناتنا جميعا.
اللعنة على كل من يستعذب معاناتنا.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك